659 مسيرة حوثية.. حصيلة التردد الدولي في مواجهة إرهاب إيران
أعلن التحالف العربي، اليوم الأحد، اعتراض 659 طائرة مسيرة أطلقتها المليشيات الحوثية الإرهابية باتجاه الأراضي السعودية على مدار ستة أعوام ماضية، وذلك بعد يوم واحد من تدمير الدفاعات السعودية 17 طائرة مفخخة أطلقتها مليشيات الحوثي على مناطق متفرقة.
وأشار التحالف إلى أن الطائرات جرى إطلاقها باتجاه مدن خميس مشيط ونجران ومناطق متفرقة في جنوب المملكة، وأنه نجح في اعتراض كل هذه الطائرات، موضحا أن تصعيد المليشيات الحوثية يعكس سلوكها العدائي ورفضها للحل السياسي مضيفا أنه يتخذ الإجراءات العملياتية لحماية المدنيين والتعامل مع التهديد الوشيك.
تكشف ضخامة هذه الأرقام عن وجود أخطاء عديدة وقع بها المجتمع الدولي في مواجهة إرهاب إيران باعتبار أن طهران هي الداعم الأول للمليشيات التي تقود حربا تدخل عامها السابع في اليمن، وبدا أن هناك تواطؤ ظاهر مع المليشيات تجلى واضحا في تراجع الولايات المتحدة عن تصنيفها منظمة إرهابية بعد أسابيع قليلة من اتخاذ القرار.
يمكن القول بأن التردد الدولي في مواجهة الحوثيين هو السبب الرئيسي في تصاعد العمليات الإرهابية باتجاه المملكة العربية السعودية، وهناك رؤيتين لم يجر تطبيق أي منهما بشكل كامل، الأولى ترى ضرورة الضغط العسكري على المليشيات لدفعها نحو السلام وإرغامها على إنهاء الحرب ولم يقدم المجتمع الدولي في هذا الإطار ما يثبت جديته في مواجهة الخطر الداهم الذي تسببه المليشيات الحوثية على الأمن والاستقرار الدوليين.
والرؤية الثانية تذهب بالمضي قدما باتجاه المفاوضات السياسية واتخاذ قرارات عقابية كلما رفض الحوثيين مبادرات السلام المعروضة عليها، وفي هذا المسار أيضا لم يحدث أن قاد المجتمع الدولي عملية سياسية وقدم لها الدعم اللازم لإنجاحها، بل أن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بدا ضعيفا أمام المليشيات، وفي مرات عديدة رفضت المليشيات مقابلته في صنعاء من دون أن يكون لديه ردة فعل قوية، ما أعطى إشارات عديدة للعناصر المدعومة من إيران لأن تتمادى في جرائمها.
لم يكن لدى الولايات المتحدة رؤية واضحة للتعامل مع المليشيات الحوثية لأنها ربطت بين حل الأزمة اليمنية وبين ملف إيران النووي، وحينما أعلنت إدارة ترامب عدم التزامها بالاتفاق كان هناك ضغوط أكثر إيجابية على المليشيات، غير أنه في فترات المفاوضات في حقبة الرئيس الأسبق باراك أوباما أو مع استئنافها مرة أخرى في عهد الرئيس الحالي جو بادين هدأت وتيرة الضغوطات في حين أن المليشيات الحوثية صعدت جرائمها على نحو واسع ورفضت الانصياع لكافة التحذيرات التي وجهتها الإدارة الأمريكية الحالية.
أضحى هذا التردد سائدا على مواقف الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ولم يكن هناك أي تحرك لفرض عقوبات المليشيات سواء حينما قامت باختراق اتفاق ستوكهولم الذي رعته الأمم المتحدة في نهاية 2018، أو حينما ارتكبت العناصر المدعومة من إيران جرائم بحق الأبرياء وكان أخرها جريمة محرقة الأفارقة التي راح ضحيتها العشرات.
وأوضح المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي الدكتور أنور قرقاش، أن "تدمير التحالف العربي لسبعة عشر مسيّرة حوثية تستهدف المدنيين السعوديين يؤكد التعنت الحوثي ضد وقف إطلاق النار والحلّ السياسي"، مضيفا في تغريدة له على توتير: "الاستهداف المتكرّر للمدنيين يتطلب موقفا ضاغطا وصلبا من المجتمع الدولي"، واختتم بالقول: "الحوثي اليوم هو العقبة الأساسية لإنهاء الحرب في اليمن".