مسيرات وصواريخ وزوارق.. فروض ولاء إيرلو لـرئيسي
رأي المشهد العربي
تزامن الإعلان عن فوز المرشح المتشدد في انتخابات الرئاسة الإيرانية "الهزلية" إبراهيم رئيسي بمنصب رئيس الجمهورية مع تصاعد الهجمات الإرهابية التي تشنها المليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، واستهداف المدنيين والأعيان المدنية بالمملكة العربية السعودية.
لأول مرة تطلق المليشيات الحوثية الإرهابية 17 طائرة مسيرة مفخخة في يوم واحد منذ أن شنت حربها قبل سبع سنوات.
يتوافق هذا التصعيد مع الرسائل السياسية التي وجهها الرئيس الإيراني الجديد، الذي يخضع لعقوبات أمريكية بسبب اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان، بعد أن ألقى خطابا، أمس الأحد، ظهرت فيه النزعة المتشددة وأكد خلاله أنه "لا تفاوض على البرنامج الصاروخي والقضايا الإقليمية"، وقلل فيه من قيمة المفاوضات الجارية حاليا للوصول إلى الاتفاق النووي.
لدى دوائر إقليمية عديدة يقين بأن إدارة رئيسي الخاضعة للمرشد على خامئني، ستعمل على توظيف أذرعها الإرهابية في المنطقة للضغط على القوى الغربية بحثا عن مكاسب عديدة في أكثر من ملف، تحديدا وأنها لا تلقى قبولا دوليا كما أنه لا يجد قبولا في الداخل.
وتبقى مهمة المليشيات الإرهابية في تهديد الأمن والسلم الدوليين، والتأكيد على أنها لديها أوراق تمسك بها من الممكن أن تهدد مصالح قوى إقليمية عديدة.
سيكون محور تحركات إيران خلال الفترة من هذا المنطلق، وهو الخيط الذي التقطه مبكرا المدعو حسن إيرلو مبعوث طهران لدى المليشيات الحوثية الإرهابية وقدم فروض الولاء والطاعة للرئيس الإيراني الجديد "رئيسي"، إذ أن عملية إطلاق الصواريخ والمسيرات تكون تحت إشرافه وتخطيطه المباشر، باعتباره ضابط دفاع جوي اختاره الحرس الثوري الإرهابي بعناية لأن يكون موجودا في صنعاء لتهديد أمن المملكة العربية السعودية على نحو مباشر، إلى جانب مساهمته في وضع خطط تهديد حركة الملاحة في البحر الأحمر وهي المنطقة التي شهدت تصاعدا لإطلاق الزوارق المفخخة خلال الأشهر الماضية.
تشير أرقام التحالف العربي إلى أن المليشيات الحوثية أطلقت منذ ست سنوات 372 صاروخا باليستيًا، و660 طائرة مفخخة و75 زورقًا مفخخًا وزرعت 205 ألغام بحرية وأطلقت 96292 مقذوفًا، وهو ما يبرهن على أن إيران التي تقوم بعمليات تهريب السلاح إلى المليشيات ترمي بثقلها على الحوثيين من أجل يقوموا بدور فاعل يدعم خططتها لابتزاز المجتمع الدولي.
سيحاول حسن إيرلو أن يقوم بدوره العسكري على أكمل وجه، قد يكون الأمر له علاقة بإمكانية تصعيده داخل الحرس الثوري الإيراني، والذي أضحى مهيمنا بشكل كلي على السياسية الخارجية الإيرانية مع وجود رئيس متشدد، كما أنه سيلقى الدعم من جانب طهران التي ستكون أكثر اهتماما بمليشياتها الإرهابية خلال الفترة المقبلة باعتبارها أذرع تحقق أهدافها الدبلوماسية سواء على مستوى الملف النووي أو لخدمة مشروعها التوسعي في المنطقة.