تدمير الصواعق المتفجرة.. القوات المشتركة تتلف ألغام الحوثي مبكرًا
أحبطت القوات المشتركة، وصول كميات ضخمة من الصواعق المتفجرة إلى الحوثيين في الساحل الغربي، بما يساهم في إفقاد المليشيات القدرة على التمادي في زراعة الألغام التي تستهدف السكان.
ونجحت القوات المشتركة في الساحل الغربي، اليوم الثلاثاء، في إتلاف الصواعق المتفجرة التي تم ضبطها سابقًا قبل أن تصل إلى المليشيات الحوثية، وقد تم تدمير 149 صندوقًا يحتوي على مليون و400 ألف صاعق تفجير.
وأفاد إعلام القوات المشتركة، بأنه تم تفجير وإتلاف هذه الصواعق المتفجرة من قبل الفرق الهندسية التابعة للعمليات المشتركة.
وتمكنت وحدات من اللواء 22 مشاة بالتنسيق مع العمليات المشتركة من ضبط هذه الكمية من الصواعق وهي في طريقها للحوثيين في منطقة الهاملي بعد أن تم تهريبها من القرن الإفريقي عبر سواحل رأس العارة وباب المندب، والتي تستخدمها المليشيات الإرهابية في صناعة العبوات الناسفة والمتفجرات.
المليشيات الحوثية، فقدت بهذه الضربة، قدرة كبيرة على التوسع في زراعة الألغام، والتي أغرقت بها المناطق التي تنشط فيها، وغالبًا ما تستهدف المدنيين وتتم زراعتها بشكل عشوائي لإسقاط أكبر قدر من الضحايا.
وكانت القوات المشتركة، قد أعلنت في مطلع يونيو الجاري، تفكيك شبكة ألغام بحرية زرعها الحوثيين جنوبي جزيرة حنيش الكبرى وتتكون من برميلين سعة 200 لتر مثبتة عبر أسلاك من بوجة إلى صاعق في قاع البحر، على عمق 16 مترا، وبين البرميل والآخر شبكة أسلاك على بعد 450 مترا من اليابسة.
في المقابل، حاولت المليشيات الحوثية التقليل من قيمة هذه الضربة القاسمة، بترويج رواية بأن هذه الشبكة التي تم ضبطها ليست متفجرات.
ونقلت وسائل إعلام مقربة من الحوثيين عن القيادي بالمليشيات حسين العزي - المعين نائبا لوزير الخارجية في الحكومة غير المعترف بها- قوله إن شبكة الألغام البحرية التي تم الإعلان عن ضبطها في جزر حنيش جنوب البحر الأحمر ليست سوى عوامات لرصد الطقس.
وادعى القيادي الحوثي، بأنه بعد التدقيق وفحص ما أظهروه من صور تبين أنها لم تكن شبكة ألغام وإنما عبارة عن عوامات خاصة لرصد الطقس تتبع مؤسسة شوم SHOM الفرنسية، على حد زعمه.
وتحاول المليشيات التقليل من وقْع الضربات التي تتكبدها على صعيد إتلاف وتدمير ألغامها وشبكات متفجرات، فهذا الأسبوع أكدت القوات المشتركة في الساحل الغربي، أنها انتزعت شبكة من الألغام، زرعتها مليشيا الحوثي بالقرب من مطاحن البحر الأحمر بالحديدة.
وأفاد المركز الإعلامي للقوات المشتركة بأنّ الفرق الهندسية نجحت في تفكيك شبكة من الألغام المضادة للدروع، زرعها الحوثيون بالقرب من مطاحن البحر الأحمر قبل دحرهم.
أضاف في بيان، أنّ الفرق الهندسية سبق أن قامت بعمليات مسح للمناطق القريبة من مطاحن البحر الأحمر، لكن عمليات المسح مستمرة، نظرا لكثرة وكثافة الألغام والعبوات الناسفة.
وأوضح "إعلامي المشتركة" أن هذه العملية تأتي ضمن الجهود الإنسانية للقوات المشتركة في إزالة مخلفات ميليشيا الحوثي بالساحل الغربي، لافتًا إلى أن مخلفات المليشيات من المتفجرات والألغام أدت إلى مقتل وإعاقة المئات من المدنيين، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وكثيرًا ما صدرت دعوات أممية، حثّت على التوقف عن زراعة الألغام وبذل جهود أكبر من أجل تفكيك شبكات المتفجرات التي تمت زراعتها بالفعل على مدار السنوات الماضية.
ففي نهاية مايو الماضي، أكدت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة "أونمها" الحاجة الملحة لتعزيز جهود إزالة الألغام وغيرها من الذخائر غير المنفجرة، وذلك تعليقا من البعثة الأممية على مقتل امرأتين وإصابة اثنتين أخرتين، أثناء رعي الأغنام، نتيجة انفجار لغم أرضي زرعته مليشيا الحوثي، في مديرية حيس جنوب الحديدة.
وقالت البعثة إنّ الوفيات والإصابات المُبلغ عن وقوعها للعديد من النساء بعد انفجار مخلفات الحرب في مُديرية حيس بالحديدة تعد بمثابة تذكير قوّي آخر بالحاجة المُلحة إلى تعزيز جهود إزالة مخلفات الحرب والألغام والذخائر غير المنفجرة.
وتجدّد البعثة الأممية، بشكل متواصل، التزامها بدعم الخبراء المعنيين للمضي قدما في إزالة مخلفات الحرب خاصة من المناطق السكنية كأولوية، وتدعو إلى بذل كل الجهود لدعم إزالة الألغام ومنع وقوع خسائر فادحة في الأرواح في المستقبل.
وهناك الكثير من التقارير الدولية التي وثقت حجم التوسع في زراعة الألغام، إذ تصل إلى أكثر من مليوني لغم أرضي من 15 محافظة، بجميع الأنواع مضاد للمركبات والأفراد والألغام البحرية، ومعظمها ألغام محلية الصنع أو مستوردة وتم تطويرها محليًا، لتنفجر مع أقل وزن.
ومحافظة الحديدة من أكثر المحافظات التي زرعتها المليشيا الحوثية بالألغام والعبوات الناسفة، وتتصدر قائمة ضحاياها في العام الجاري.