اغتيال الوزير الحوثي.. اتهامات أسرة حسن زيد تدحض روايات المليشيات المفبركة
عادت قضية اغتيال الوزير الحوثي حسن زيد، إلى الواجهة من جديد، محملةً بمزيد من الأدلة على ارتكاب المليشيات هذه الجريمة، في وقت حاولت فيه ولا تزال إلصاق التهمة بالتحالف العربي.
واغتيل الوزير الحوثي، في 27 أكتوبر الماضي، إذ أطلق مسلحون النيران على سيارته أثناء مروره بأحد الأنفاق في منطقة حدة جنوبي محافظة صنعاء، وآنذاك قالت رواية المليشيات إن مسلحين مجهولين ارتكبوا العملية.
وفيما سعى الحوثيون لطي هذه الصفحة سريعًا، كشفت أسرة حسن زيد أن المليشيات الحوثية هي نفذت عملية الاغتيال، إذ قالت ابنته سكينة عبر "فيسبوك": "أحمل الجهات الأمنية مسؤولية أي خطر نتعرض له أنا أو إخوتي طالما بقي من يهددنا، والذي اعترف بأنه نفذ حكم إعدام في والدي، حرا طليقًا".
هو الآخر، نشر عباس وهو شقيق الوزير المقتول نص بلاغ قدّمه إلى النيابة العامة، قال فيه: "أن تصل الجرأة في المجرم الذي يدعي أنه أحد المشرفين الثقافيين، ويدعمه أحد إخوانه العاملين في جهاز المخابرات يعترف بأن شقيقي حسن تم اغتياله بحكم إعدام صادر منهم ومتأخرا، ولا تحرك أجهزة المخابرات والأمن ساكنا، علما أن أحد إخوانه عليه حكم بالحبس سنتان وتم تحصينه من عناصر أمنية نافذة، معنى هذا أن ما قام به من جرائم بتكليف واضح".
وأضاف عباس: "بعض الجناة يمارسون الابتزاز بمزيد من ارتكاب جرائم وإذا تم ضبطهم هددوا بنشر حقائق صادمة ضد من كلفهم.. الاعتراف هذا بيد أجهزة الأمن والمخابرات والنيابة العامة".
وتابع: "لن نسكت خاصة إذا سكتنا على التهديدات التي طالت أخي الشقيق حسن زيد، كما أحمل الأجهزة الأمنية في صنعاء مسؤولية سلامة أبناء أخي.. يكفي شعورنا بالذنب أننا سكتنا على تهديد أخي.. ومازلنا متكتمين عن الجهات التي هددته وحمت وحصنت من يهدد أبناءه إلى اليوم".
ما كشفته أسرة الوزير السابق من معلومات فضلًا عن التهديدات التي تتعرض لها على مدار الوقت، تدحض الروايات التي روّجها الحوثيون على مدار الفترات الماضية، إذ حاولت المليشيات إلصاق التهمة بالتحالف العربي، كما أن القيادي الحوثي محمد علي الحوثي اتهم الولايات المتحدة بأنها تقف وراء عملية الاغتيال.
وكانت المليشيات قد أعلنت في 28 أكتوبر الماضي، اليوم التالي للاغتيال، القبض على أحد منفذي العملية، ثم عادت بعد ذلك بساعات بإعلان مقتل المنفذين.
وزعم بيان صادر عن داخلية الحوثيين، آنذاك، أن إبراهيم الجباء أحد منفذي عملية الاغتيال قتل خلال تبادل لإطلاق النار، فيما أصيب من وصفه بـ"البيان" بشريكه وهو ياس جابر قبل أن يتوفى هو الآخر لاحقًا.
وفي نهاية أكتوبر، تحدثت المليشيات الحوثية عن مقتل شخص ثالث وصفته بأنه العنصر الرئيسي في خلية اغتيال حسن زيد، وقالت إنه يدعى محمد علي حنش.
الروايات العديدة التي أطلقها الحوثيون وصفت بأنها مفبركة وغير منطقية، ولم تلقَ أي قناعة بين السكان والنشطاء التي أرجعوا هذه العملية إلى تصاعد حدة صراعات الأجنحة بين المجاميع الحوثية.
يرتبط ذلك باتهام وجهه القيادي الحوثي السابق صالح هبرة - الذي سبق وأن تبوأ منصب رئيس المكتب السياسي حتى عام 2015 - للمليشيات بتنفيذ تصفيات جسدية ضد عدد من رموز الفكر المتنور فيها حسب وصفه، ومن بينهم حسن زيد.
وقال هبرة إن المليشيات الحوثية لجأت إلى أسلوب التخلص من كوادرها المتنورة والمنفتحة بعدما واجهت مشكلة كبيرة في إقناعهم بإتباع منهجيتها الجديدة التي شهدت تغيرات كبيرة بعد التحولات التي طرأت على الساحة منذ اجتياحها المسلح لصنعاء.
كما اتهم ما أسماها "سلطات القضاء الحوثية" بالفساد وتسويق المغالطات فيما يخص ملفات اغتيال "أصحاب السياسة الوازنة ودعاة الدولة المدنية"، وفق تعبيره.