بدأ بالجنوب وامتد للسودان.. استئصال النفوذ الإخواني وتفكيك مليشياته
تكبّد السودان عناء ممارسات تنظيم الإخوان الإرهابي على أراضيه لفترة طويلة، الأمر الذي دفع السلطات هناك إلى مواصلة جهودها للتخلص بشكل كامل من نفوذ التنظيم الإرهابي، وإجهاض المحاولات المتواصلة من قِبل التنظيم للظهور من جديد، في سيناريو بدأ الجنوبيون تطبيقه منذ سنوات في مواجهة الحرب الشعواء التي يتعرض لها الوطن وقضيته من قِبل حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي.
الخرطوم اتخذت خطوات عملية، حيث شكلت مؤخرًا، لجانا لتفكيك نظام الإخوان الإرهابي المعزول في العاصمة الخرطوم.
جاءت تلك الخطوات بالتزامن مع الكشف عن مخطط للتنظيم الإخواني الإرهابي لإحداث فوضى عارمة، في محاولة للانقضاض على الساحة السياسية من جديد، وهو الأسلوب الذي يعتمده الإخوان الإرهابيون في كل مكان.
اللجان تعمل على اجتثاث عناصر النظام الإرهابي المعزول في محليات العاصمة السبع، وهي: أم درمان، وأمبدة، وشرق النيل، والخرطوم، وبحري، وجبل أولياء.
وكانت لجنة التفكيك المركزية قد تم تشكيلها في 2019، بموجب نصوص الوثيقة الدستورية التي ضمت مطالب الثورة.
نائب رئيس لجنة تفكيك الإخوان وعضو المجلس السيادي السوداني محمد الفكي سليمان، أكد أنه لن يتم السماح لعناصر تنظيم الإخوان الإرهابي بممارسة أي نشاط سياسي أو قيادة عمل مضاد للحكومة الانتقالية.
وأضاف أن اللجنة لها تفويض سياسي وقانوني واضح بمنع أي تجمعات للإخوان، وعدم السماح لهم بتنظيم أي مظاهرات من أي نوع، وذلك في أعقاب انتشار دعوات مجهولة للتظاهر.
وشدد عضو اللجنة وجدي صالح على أن تنظيم الإخوان الإرهابي لن يعود إلى السلطة مجددا مهما فعل، متعهدًا بمواصلة العمل لتفكيك نظام الإخوان المعزول ومصادرة الأموال التي نهبها لصالح الدولة.
في الوقت نفسه، كشفت مصادر سودانية عن أنه يجري حاليا إعداد مشروع قانون يصنف جماعة الإخوان في السودان جماعة إرهابية، في خطوة تستهدف وضع إطار قانوني لوقف الأنشطة الإرهابية والتخريبية التي يقوم بها عناصر التنظيم الإرهابي.
السلطات السودانية اتهمت فلول الإخوان بالوقوف خلف العمل على إحداث انفلات أمني في المدن السودانية تحت غطاء احتجاجات على تدابير اقتصادية طبقتها الحكومة.
وقد تقرر تكوين قوة مشتركة من الجيش والدعم السريع والشرطة والمخابرات، والنيابة وأطراف السلام، لضبط الأمن والسيطرة على الأمور، حسبما قررت الحكومة الانتقالية هناك.
مخطط الإخوان كشفه مقرر لجنة تفكيك الإخوان صلاح مناع، مؤكدا ضبط 20 هاتفًا محمولا بحوزة الرئيس المعزول عمر البشير وقيادات نظامه داخل حجزهم بسجن كوبر، ويتم حاليًّا التنسيق مع فلول التنظيم بالخارج لتنفيذ هذا المخطط.
وتضمن المخطط أيضًا، تولي مجموعات عبر تطبيق "واتس آب" مهمة بث الشائعات حول أسعار العملات الأجنبية وقضايا الاقتصاد، وذلك بهدف إحداث حالة إحباط لدى السودانيين، بما يتيح لتنظيم الإخوان الإرهابي تنظيم هذا المخطط الفوضوي.
وبحسب مناع، فإن تنظيم الإخوان الإرهابي يستهدف العمل على ضرب حالة الأمن باستخدام الأسلحة النارية وإحداث اضطرابات عامة في البلاد، تقود إلى إعادة الإخوان للساحة السياسية من جديد.
جهود السلطات السودانية تستهدف غلق الباب أمام عودة تنظيم الإخوان من جديد، وذلك بعد ثلاثة عقود من عمليات الفساد المهولة التي ارتكبها الإخوان، وهي جرائم يقدر الأثر المباشر وغير المباشر الناجم عنها بأكثر من تريليون دولار، استنادًا إلى حجم الأموال المهدرة في قطاعات النفط والزراعة.
يُضاف إلى ذلك أيضًا العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على السودان خلال الفترة من 1997 حتى 2020، والتي كبدت البلاد خسائر ضخمة قدرت بـ300 مليار دولار، بسبب الرعاية الإخوانية للإرهاب، واستضافة سلطة البشير التابعة للتنظيم لزعيم تنظيم القاعدة لعدة سنوات خلال تسعينيات القرن الماضي.
هذا السيناريو السوداني يعد في أبرز أهدافه مشروعًا جنوبيًّا يعمل الجنوبيون على تطبيقه منذ فترة، فتنظيم الإخوان يعيث في الأرض فسادًا وإرهابًا، ويتوسع في نهب ثروات الجنوب منذ سنوات طويلة لا سيما النفط، وقد حققت بالفعل القيادات الإخوانية النافذة في معسكر الشرعية ثروات ضخمة من جرّاء نهب هذه الثروات.
كما أن الشرعية الإخوانية حولت الجنوب من جديد إلى مسرح لانتشار العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة وبخاصة في محافظة أبين، وذلك بعد سنوات من نجاح القوات المسلحة الجنوبية مدعومة بإسناد مباشر من قِبل القوات المسلحة الإماراتية في استئصال التنظيمات المتطرفة من أراضي الجنوب، لكن تنظيم الإخوان أعاد نشاط هذه العناصر الإرهابية، ويُحركها في تنفيذ عمليات إرهابية في الجنوب، آخرها تفجير الحافلة العسكرية في مدينة زنجبار بمحافظة أبين التي أسفرت عن ارتقاء ثمانية جنود وإصابة 25 آخرين من القوات المسلحة الجنوبية.
ويحاول تنظيم الإخوان فرض احتلاله على الجنوب بشكل كامل، في مخطط لضرب القضية الرئيسية المتمثلة في مساعي الجنوبيين لاستعادة الدولة وفك الارتباط، ومن هنا يعمل حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي على توجيه صنوف عديدة من الضربات للجنوب سواء أمنيًّا أو سياسيًّا أو معيشيًّا.
هذا الواقع الذي يعيشه الجنوب، يفرض ضرورة العمل على استكمال جهود استئصال النفوذ الإخواني من أرجاء الجنوب على وجه السرعة، وذلك لأن استمرار هذا النفوذ يمثل تهديدًا واقعًا على مسار القضية الجنوبية بشكل كامل.