احتجاجات شبوة.. انتفاضة شعبية تحدد أولويات المرحلة المقبلة

السبت 26 يونيو 2021 18:02:00
"احتجاجات شبوة".. انتفاضة شعبية تحدد أولويات المرحلة المقبلة

رأي المشهد العربي

تجدد الاحتجاجات الشعبية التي يشهدها الجنوب بين حين وآخر، والتي اندلع أحدثها في ناحية سقام بمديرية نصاب في محافظة شبوة اليوم السبت، آمال الجنوبيين نحو إحداث مزيد من الزخم للقضية الرئيسية المتمثلة في استعادة دولة الجنوب.

وفيما تحمل مثل هذه الوقفات والاحتجاجات الشعبية أهمية بالغة وتبعث برسائل مباشرة، لكنها تمثل خطوة على طريق الجنوب نحو استعادة الدولة، فالجانب المهم في هذا الإطار هو أن يتم تحويل هذه الانتفاضة الشعبية إلى إجراءات على الأرض، على الصعيد السياسي والأمني، بما يصب جميعه في صالح القضية.

ويعوِّل الجنوبيون على القيادة السياسية المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، من أجل تحريك هذا الغضب الشعبي من واقع الثورة والتطلعات والمطالبات إلى مسار التنفيذ على الأرض.

سياسيا، يُنتظر من المجلس الانتقالي أن يضع احتجاجات الجنوب ومطالب مواطنيه على طاولة المفاوضات لا سيّما خلال الاجتماعات التي تستضيفها السعودية حاليا من أجل استكمال تنفيذ اتفاق الرياض.

وخيرًا فعل المجلس الانتقالي عندما أعلن في أكثر من مناسبة، أن اتفاق الرياض يجب تنفيذه كـ"كتلة واحدة"، بمعنى أنه من غير المقبول أن تُقدِم الشرعية مثلا على الالتزام بتنفيذ بند دون غيره.

وبالنظر إلى أن الاتفاق يتضمن التزام حكومة المناصفة بالعمل على تحسين الأوضاع المعيشية فإن المجلس الانتقالي عليه أن يستغل الغضب الشعبي الراهن في مواجهة حرب الخدمات التي تشنها الشرعية، والتي تقوم في أحد أوجهها على عرقلة عودة الحكومة إلى العاصمة عدن لتباشر مهامها.

كما أن المجلس الانتقالي عليه استغلال الغضب الشعبي الراهن في نقل صورة كاملة عن مدى سخط الجنوبيين من احتلال أراضيهم من قِبل تنظيم الإخوان المهيمن على نظام الشرعية، وبالتالي يتم الدفع نحو ضرورة إزاحة المحافظين الموالين للإخوان الذين يوظفون سلطتهم من أجل صناعة الأعباء على الجنوبيين.

على الصعيد الأمني والعسكري، فإن المجلس الانتقالي ينتظر منه توضيح ونقل صورة كاملة حول مدى الاختلالات الأمنية التي تعيشها محافظات الجنوب لا سيّما شبوة وأبين، في ظل إغراقهما بعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، علمًا بأن انتشار هذه العناصر وتنشيطها لا يحمل تهديدات على الجنوب وحسب، لكن المنطقة برمتها قد تكون عرضة لخطر هذا الإرهاب.

الدور الأهم في المرحلة الراهنة يتمثل في تشكيل لجان عمل دبلوماسية، تكون مهامها الرئيسية العمل على توصيل حقائق المعاناة التي يتعرض لها الجنوب على مدار الوقت، وإظهار حجم الاستهداف الذي يواجهه على كافة المستويات.

وفيما يولي المجلس الانتقالي أهمية كبيرة للعمل الدبلوماسي، فمن المأمول أن تشهد المرحلة المقبلة تنشيطا في هذه الجهود لرسم صورة كاملة أمام المجتمع الدولي وقواه الفاعلة حول تطورات الأوضاع في الجنوب وقضيته ومعاناة شعبه.

ولعل الرسالة التي يُنتظر أن تصل إلى العالم أجمع، من قِبل المجلس الانتقالي الجنوبي، هو أن هناك شعبًا يتعرض لاضطهاد وتُسلب منه حريته ويُحرم من استعادة دولته، من قِبل فصيل مُصنَّف إرهابيًّا في الكثير من الدول حول العالم.

إقدام القيادة الجنوبية على الانخراط في هذه الجهود لا شك أنه يقوِّي عضد القضية الجنوبية، ويؤسس لها أرضية قوية أمام المجتمع الدولي، حتى يحين تقرير المصير، الذي حسمه الجنوبيون من الأساس وهو استعادة الدولة.