الحوثي يعزز علاقته بالإخوان من بوابة القيادات الهاربة
رأي المشهد العربي
عززت المليشيات الحوثية الإرهابية علاقتها بجماعة الإخوان الإرهابية، بإعلان استعدادها لاحتضان قيادات الإخوان الفارة من مصر إلى تركيا، وذلك ضمن لعبة تبادل الأدوار التي تقوم بها طهران وأنقرة لدعم المليشيات الإرهابية في بقاع عربية مختلفة بحثاً عن تحقيق هدف أساسي يتمثل في توسيع نفوذهما بالمنطقة.
مارست القاهرة ضغوطا على نظام أردوغان لطرد العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم الإخوان وهو ما انصاع له الأخير وطالب عددا من مذيعي الإخوان بوقف نشاطاتهم ومغادرة البلاد، وهو ما التقطه إيران سريعا وبدا أنها أوعزت لمليشياتها بالتأكيد على موافقتها استضافة العناصر الإرهابية المطرودة، وهو ما يحقق أكثر من هدف "مشبوه" على أكثر من مستوى.
على المستوى الإقليمي فإن محور الشر الإيراني التركي القطري يسعى للاحتفاظ بكافة الأوراق الإرهابية التي من الممكن أن تلعب أدوارا تخريبية في عدد من البلدان العربية.
ولا ينفصل قرار الحوثيين الأخير، الذي جاء على لسان القيادي الإرهابي محمد علي الحوثي، عن مساعي هذا المحور بعثرة أوراق حلول الأزمات التي تنخرط فيها على المستوى العربي، وتهدف لإيصال رسائل مفادها أنها متحكمة في مليشياتها الإرهابية ذات المد الشيعي وتنظيم الإخوان الإرهابي.
أما على المستوى الداخلي فإن الحوثيين يستهدفون تدشين علاقات علنية مع حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، ويحاولون تصوير مساعيهم الرافضة للسلام وتعنتهم الرافض لمبادرات الحل المختلفة على أنه يحظى بموافقه قوى داخلية أخرى باليمن، تحديدا وأن الشرعية الإخوانية التي يهيمن عليها حزب الإصلاح ليست جادة هي الأخرى في الوصول إلى سلام وتستهدف إطالة أمد الصراع أطول فترة ممكنة لأنها لا تحمل أي قوة سياسية أو عسكرية على الأرض تجعلها قادرة على حصد أي مكاسب مستقبلية.
ترسخ دعوة الحوثيين لقيادات الإخوان للتعاون المشترك بين الحوثي والإصلاح في محافظات الشمال التي شهدت عمليات تسليم وتسلم للجبهات من الإخوان للحوثيين، وفي المقابل فإن كثيرا من قيادات الإصلاح يتواجدون بشكل سري أو علني في صنعاء ولديهم مشروعات عديدة هناك، وبالتالي فإنه ليس من المستغرب دعوة مذيعي الإخوان في تركيا لأن هناك مالا إخواني مصدره الأساسي من تركيا وإيران من الممكن أن يساهم في تدشين مشروعات إعلامية للهجوم على الدول العربية من صنعاء.
فضحت دعوة الحوثيين جميع الشعارات الزائفة التي ترفعها الشرعية الإخوانية وتقول فيها إنها جادة في إنهاء العدوان الحوثي، كما أنها دحضت جميع البيانات الصادرة عن جهات تابعة للشرعية وخاضعة لتنظيم الإخوان والتي تدعي زورا أنها في عداء مع العناصر المدعومة من إيران، وهو ما يجعل هناك حاجة دولية لإعادة تقييم أساليب التعامل مع العناصر الإرهابية في اليمن مع أهمية وضع عناصر حزب الإصلاح الإخواني في نفس كفة المليشيات الحوثية.