تعددت الوجوه والإرهاب واحد.. الحوثيون يفتحون صنعاء لإيواء الإخوان الهاربين

الاثنين 28 يونيو 2021 21:19:51
تعددت الوجوه والإرهاب واحد.. الحوثيون يفتحون صنعاء لإيواء الإخوان الهاربين

لم يكن غريبا أن يخرج القيادي الإرهابي في المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، المدعو محمد علي الحوثي ليعلن عن استعداد مليشياته احتضان قيادات الإخوان الإعلامية الهاربة من مصر إلى تركيا، فكل من إسطنبول وصنعاء شهدتا على مدار الأعوام الماضية اجتماعات وتحركات عديدة استهدفت إعداد طبخة التحالف الإخواني الحوثي التي ظهرت معالمها خلال السنوات الماضية في اليمن.

أبدى الحوثي استعداده تقديم الحماية لقيادات الإخوان الهاربة من مصر إلى تركيا، خاصة الإعلاميين المدعو معتز مطر، والمدعو محمد ناصر بعد أن بدأت أنقرة تضيق الخناق عليهما لتحسين فرصتها في مفاوضات تطبيع العلاقات مع مصر.

دعا الحوثي ـ في تغريدة له على موقع "توتير": ‏الإعلاميين مطر وناصر للانتقال إلى صنعاء. لم تكن هذه الدعوة موجهة بالأساس للقيادات الإخوانية المتورطة في أعمال عنف في مصر، غير أنها تستهدف بالأساس تدشين مرحلة متطورة من العلاقة مع حزب الإصلاح المهيمن على الشرعية الإخوانية في اليمن، وذلك لإفشال أي مساع تستهدف الوصول إلى سلام سواء كان ذلك عن طريق المجتمع الدولي الذي يكثف ضغوطه على الحوثيين من أجل القبول بوقف إطلاق النار، أو عبر التحالف العربي الذي يحاول استكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض.

يمكن القول بأن التصريحات الأخيرة بمثابة محصلة للاجتماعات التي جرت خلال الأعوام الماضية بين قيادات إخوانية وحوثية في إسطنبول برعاية المخابرات القطرية، والتي جرى فضح بعضها بشكل علني في العام 2017، حينما كثفت الدوحة جهودها للتقارب بين الطرفين لضرب التحالف العربي، وحضر هذا اللقاء قيادات إخوانية التقوا بالحوثيين في إسطنبول بحضور ضباط من جهاز المخابرات القطري.

في نهاية العام 2019 نشر موقع "TheIntercept" الأمريكي وثائق سرية مسربة للاستخبارات الإيرانية تضمنت معلومات عن استضافة تركيا اجتماعا بين الحرس الثوري الإيراني وتنظيم الإخوان الإرهابي لاستهداف المملكة العربية السعودية، وبحسب الموقع فإن الطرفين بحثا خلال الاجتماع التحالف ضد المملكة.

كما أن قطر مولت قبل عام ونصف تقريبا أحد المؤتمرات في تركيا حضره شخصيات إخوانية من اليمن وعدد من البلدان العربية بحجة إيجاد "رؤية استشرافية ليمن ما بعد الحرب"، والذي خرج بقرارات أبرزها الدعوة إلى مواجهة التحالف العربي، وهو نفس الهدف الذي تعتمده المليشيات الحوثية لممارسة إرهابها ضد الأبرياء في اليمن، وهو ما وصفه مراقبون في ذلك الحين بأنه محاولة تصعيد الأحداث وإشعال فتنة لصالح المشروع التركي الممتد على الصراعات في اليمن.

تحدثت مصادر مطلعة عن تدخل تركيا بواسطة مباشرة من الرئيس رجب طيب أردوغان لإقامة شراكة تجارية بين القيادي الإخواني المدعو حميد الأحمر المقيم في إسطنبول والمليشيات الحوثية الإرهابية في مقابل سماح العناصر المدعومة من إيران له السماح بالعودة إلى صنعاء، وبدا أن الهدف من هذه الوساطة ترسيخ التعاون بين الحوثي والإخوان في مواجهة خطوات التحالف نحو لملمة صفوف معسكر الشرعية لتضييق الخناق على المليشيات الحوثية.

لا تنفصل الوساطة التركية مع المدعو حميد الأحمر عن إقدام العديد من قيادات الإخوان على العودة إلى صنعاء والتعايش بسلام مع المليشيات الحوثية بل والمشاركة معهم في مشروعات استثمارية ضخمة يذهب جزء كبير من أرباحها لتمويل العمليات الإرهابية التي يتشارك فيها الطرفان ضد التحالف العربي والقوات المسلحة الجنوبية.

وفي مطلع العام الجاري عاد إلى صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، قياديان في حزب الإصلاح الإخواني، وهما المدعو محسن زياد الذي يعد أبرز قيادات حزب الإصلاح في صنعاء والقيادي الإخواني في لواء الحزم بمحافظة الجوف، المدعو محمد عبدالله السامعي.
وكانت مليشيا الحوثي الإرهابية على اتصال مع القيادي الإخواني في لواء الحزم السامعي منذ سقوط مدينة الحزم بيد الحوثيين، وكذلك على اتصال مع غيره من القيادات العقائدية والعسكرية من حزب الإصلاح قد عادت إلى أحضان مليشيا الحوثي.

وفي ديسمبر الماضي وصل إلى صنعاء القيادي الإخواني المدعو حمد راشد الحزمي قائد لواء العز في جبهة اليتمة بمحافظة الجوف معلنًا انضمامه إلى مليشيا الحوثي الإرهابية.

لم ينقطع الود بين المليشيات الحوثية والقيادات الإخوانية البارزة وعلى رأسهم جنرال الإرهاب المدعو علي محسن الأحمر نائب الرئيس اليمني المؤقت، والذي بعث برقية عزاء ومواساة، في مارس الماضي، إلى ذراعه الأيمن المحامي العام للنيابات العسكرية ومدير دائرة القضاء العسكري لمليشيات الشرعية الإخوانية المدعو عبدالله محمد الحاضري، بمقتل شقيقه القيادي بالمليشيات الحوثية الإرهابية المدعو أحمد محمد الحاضري.

ويمتلك الأحمر ومعاونوه علاقات وتواصل مستمر مع القيادات الحوثية الإرهابية في صنعاء ومناطق سيطرة المليشيا، في واحدة من أغرب العلاقات التي تزيد المشهد اليمني ضبابية وغموضا، ذلك أن الحمر يترك استثماراته وأملاكه في رعاية وحماية الحوثيين.

وما يزال الكثير من أقارب قيادات الشرعية الإخوانية يعملون مع مليشيا الحوثي الإرهابية، ويعملون على تبادل الأدوار.