مزاعم إسقاط المسيرات.. النفي الأمريكي للرواية الحوثية يُجهِض الحرب النفسية

الثلاثاء 29 يونيو 2021 15:56:17
 مزاعم إسقاط المسيرات.. النفي الأمريكي للرواية الحوثية يُجهِض الحرب النفسية

وجهت الولايات المتحدة ضربة قاصمة للحرب النفسية التي تشنها المليشيات الحوثية، والتي تقوم على إطلاق شائعات فيما يخص الوضع العسكري في محاولة لإنقاذ الروح المعنوية لمقاتليها رغم كونهم يخوضون معركة خاسرة.

وزارة الدفاع الأمريكية دحضت مزاعم حوثية، تمثلت في الإدعاء بأن المليشيات تمكنت من إسقاط طائرات مسيرة تتبع الجيش الأمريكي قرب مدينة مأرب، أين تشن المليشيات حربًا مستعرة منذ شهر فبراير الماضي بغية السيطرة عليها.

قالت كارين روكسبيرى الناطقة باسم القيادة الوسطى بالجيش الأمريكي، إنّ المقاطع التي نشرتها قناة المسيرة الفضائية - تابعة للحوثيين - لحطام طائرة من طراز "سكان إيجل"، والتي تنتجها مؤسسة إينيستو التابعة لمؤسسة بوينج الأمريكية لا صلة لها بالأنشطة العسكرية للقيادة الأمريكية الوسطى.

نفت المسؤولة العسكرية الأمريكية أن يكون قد تمت إصابة أي من معدات تشكيلات القيادة الأمريكية الوسطى في أي من مسارح عمليات الشرق الأوسط، كما نفت كذلك تنفيذ أي عمليات استطلاعية جوية بالطيران المسير عن بعد في أجواء مأرب أو محيطها.

الإعلان الأمريكي يرد على سلسلة من الإدعاءات التي روجها الحوثيون في الأيام الماضية، بزعم تمكنهم من إسقاط طائرات مسيرة تتبع الجيش الأمريكي، وذلك في إطار ما تعرف بـ"حرب نفسية" تريد المليشيات تغيير معالم القوة من خلالها.

ودأبت وسائل الإعلام التابعة للحوثيين على ترويج هذه المعلومات التي تحاول من خلالها الإدعاء بأن المليشيات تسير في طريق النصر، لكن اللافت أن هذه الإدعاءات يكثر ترديدها في الأوقات التي يضيق فيها الخناق على الحوثيين بشكل كبير، وذلك على الصعيد العسكري.

وتحولت وسائل الإعلام الحوثية، لا سيّما التلفزيونية، إلى منصات لعرض أنباء الانتصارات الوهمية، وتعرض لقطات اتضح أن بعضًا منها لا يخص الوضع في اليمن من الأساس، حول ضربات عسكرية على الأرض.

وتحاول المليشيات إيصال رسالة لمقاتليها بشأن هذه القوة المزعومة وذلك حتى لا تخسر وجودهم في الميدان، لا سيّما بعد عديد الخسائر والضربات التي قصمت ظهر هذا الفصيل خلال الأيام الماضية على جبهات عديدة.

كما أن المليشيات الحوثية تعمل على إنعاش الروح المعنوية للسكان القاطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وذلك بعدما تملكهم اليأس والإحباط من جرّاء إطالة أمد الحرب، ومن ثم تعقيد الأوضاع الإنسانية بشكل كبير.

كما أن الأكاذيب الحوثية فيما يخص الأوضاع العسكرية والميدانية، تحاول المليشيات استغلالها على الصعيد السياسي، من خلال محاولة كسب مراكز نفوذ على الأرض، وذلك عبر رسالة تهديد غير مباشرة، بأنها ستكون قادرة على توجيه المزيد من الضربات التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة.

تجلى هذا التوجه الحوثي قبل أسابيع، عندما بث إعلام المليشيات أنباء ونقل تصريحات لقيادات بارزة، مفادها الزعم بأنها تمكنت من السيطرة على جبهة مأرب، لكن واقع الحال يقول غير ذلك إذ تتكبد المليشيات الخسائر تلو الأخرى، وفقدت الآلاف من عناصرها، بما ذلك قيادات كبيرة، في المعركة التي لا تزال مشتعلة.

وكان الواضح أن المليشيات الحوثية تحاول توسيع دائرة الاستجابة لحملات التجنيد القسري التي تطلقها على مدار الوقت، لا سيّما في صفوف الشباب والأطفال، وذلك بعد حشو معلومات زائفة ومغلوطة في عقول السكان، بما يرمي إلى الزج بهؤلاء المُجنَّدين قسرًا صوب جبهات القتال.