مليارات الدنبوع في جيوب الحوثي

الجمعة 2 يوليو 2021 02:03:00
مليارات الدنبوع في جيوب الحوثي

تراكم رموز الشرعية الإخوانية من أعلى هرمها إلى قاعدته المليارات، في حسابات بنكية، من أموال المعونات الدولية والتبرعات الإغاثية، لم يشفع لديها أن يضرب بالبلاد المثل كأسوأ أزمة إنسانية في العصر الحديث.

وعلى الرغم من تكدس الحسابات البنكية بأرقام يعجز الفاسدين عن عدها، وتكفي ذرياتهم سنوات بلا حصر، إلا أن الشهية للمال الحرام لا تشبع، والرغبة في الاكتناز على حساب شقاء الملايين وحرمانهم، - بل ودمائهم - لا تنضب.

ولا أدل على أبشع عصابة في سلطة، إلا فضيحة الحسابات المليارية لدنبوع الشرعية الإخوانية، المسمى زورًا رئيسًا مؤقتًا لليمن، المدعو عبدربه منصور هادي، الذي سافر للعلاج في أمريكا، بينما مواطنيه في مأرب يتغطون بصواريخ مليشيا الحوثي الإرهابية.

فعلى الرغم من تحالف الشرعية الإخوانية مع مليشيا الحوثي الإرهابية، على دماء الأبرياء، ومقدرات الجنوب، إلا أن التحالف ينفسخ أمام المصالح المالية، ما دفع الأخيرة إلى فضح حساباته في بنك التضامن الذي يقوده رجل الأعمال شوقي هائل سعيد، سعيًا إلى وضع يدها عليها.

وتثير الواقعة علامات استفهام عديدة، منها مثلًا، كيف للدنبوع أن يأتمن الحوثيين على حصيلة فساده من هذه الأرصدة؟، ولماذا أهملها كل هذه السنوات؟، وماذا عن بقيتها في البنوك المختلفة؟، وبأي وسيلة تسربت إليه على الرغم من الرقابة الأممية على أموال الإغاثة؟ وهل هناك أرصدة أخرى لأبنائه؟

وبعيدًا عن الأسئلة اللانهائية، فالواقع يؤكد أن الجنوب وحده سيدفع ثمن ودائع فساد الدنبوع، حيث أنه لا يتخيل أن يدبر فرع بنك التضامن في صنعاء السيولة إلا من فروعه في العاصمة عدن وحضرموت وغيرها، ما يقود لمزيد من شح العملة الأجنبية وارتفاع الأسعار.

ومن زاوية أخرى، تكشف المذكرات المتبادلة بين المليشيا الحوثية الإرهابية ورئيس بنك التضامن رجل الأعمال المدعو شوقي هائل سعيد، عن انسجام واضح بين الطرفين، يصل إلى حد الاتفاق الذي قطعه سوء تفاهم عابر، فلا الملياردير اليمني يرفض تسليم أرصدة الدنبوع للحوثيين ولا المليشيا ترى فيه خصمًا، ولا خلاف إلا على الآلية التي تحفظ للبنك تعاملاته الخارجية.

ختاما، تشي الواقعة باليسير من إجرام فئتين تحاربتا لتحصدان غنائم الحرب في الشمال، وتحالفتا لفتح ثغرة إلى الجنوب، واتفقتا على تضييع الأرض والنسل والحرث طمعًا في الاستئثار بثروات وطن ولو بوأد شعبه.