انتهاء حقبة غريفيث.. ماذا ينتظر السلام في اليمن؟

الاثنين 12 يوليو 2021 23:30:28
انتهاء حقبة غريفيث.. ماذا ينتظر السلام في اليمن؟

لم تناقش الأمم المتحدة حتى الآن ملف المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن بعد انتهاء حقبة مارتن غريفيث الذي ترك منصبه نهاية الشهر الماضي دون تعيين بديل آخر له حتى الآن، وسط إشارات على وجود خلافات بين قوى عديدة تحاول أن يكون الملف بيدها من خلال دعم دبلوماسيين يحملون جنسيتها لشغل المنصب.

نشر المكتب الإعلامي للمبعوث الأممي إلى اليمن، الأحد، كشف حساب لمارتن غريفيث وهو الثالث الذي ترك منصبه بعد تعيينه وكيلا للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، وسلط الضوء بشكل أساسي على اتفاق ستوكهولم الموقع بين المليشيات الحوثية والشرعية في ديسمبر من العام 2018 باعتباره أحد النجاحات التي حققها، في حين أن الاتفاق بالأساس لم يجري تطبيقه على أرض الواقع.

تحدثت النشرة الأممية عن أن السبيل الوحيد للخروج من الصراع الحالي يتمثل في المفاوضات السياسية وحذرت من أن مرور الوقت يهدد فرص التوصل إلى الحل السلمي، إلا أنها لم تُحمَل العناصر المدعومة من إيران مسؤولية هذا التأخير بعد أن رفضت في مرات عديدة لقاء المبعوث الأممي إلى جانب رفضها كافة المبادرات التي قدمها للحل السياسي.

الأخطر من ذلك أن النشرة الأممية تحدثت عن أن "ما كان ممكنا لفضّ النزاع قبل سنوات لم يعد ممكنا اليوم، وما هو ممكن اليوم قد لا يبقى متاحا في المستقبل"، في إشارة إلى أن الأمم المتحدة قد لا تكون قادرة على ممارسة ضغوطات قوية على المليشيات الحوثية، وأنه على الشرعية أن توافق بما تحدده العناصر المدعومة من إيران لأنها قد لا تحقق هذه المكاسب مستقبلاً.

يرى مراقبون أن لغة الخطاب التي جاءت في النشرة الأممية تشي بأنه لا أمل في أي حلول سياسية تقودها الأمم المتحدة طالما أنه ليس هناك إرادة دولية لحل الأزمة تُرغم العناصر المدعومة من إيران على وقف إطلاق النار، وبالتالي فإنه لا يمكن التعويل على أي مبعوث يأتي في المستقبل طالما أن اللغة المستخدمة تعمل على إيجاد المبررات للمليشيات الحوثية من أجل التهرب من السلام.

من وجهة نظر هؤلاء فإنه طالما أن الأمم المتحدة تتعامل مع مجرد التوقيع على اتفاق لم تنجح في تطبيقه على الأرض وكذلك تعاملها مع قدرتها إدخال عدد من السفن لتقديم المساعدات الإنسانية على أنها نجاحات قادها المبعوث الأممي الذي ترك منصبه فإنه لا يمكن التعويل على أي جهود مستقبلية من الممكن أن تقود إلى سلام شامل لأنه من دون وجود آليات فاعلة تساعد المبعوث الجديد – أي كان اسمه- على النجاح في مهمته فإنه سيكرر فشل المبعوثين السابقين.

يمكن القول أنه في حال اتخذ المبعوث الأممي الجديد قراراً بالبدء مجدداً من نقطة الصفر دون أن يستفيد من الأسباب التي أدت إلى فشل سابقيه فإنه ليس من المتوقع أن يأتي بجديد، وفي تلك الحالة سوف تستمر حالة الدوران في الدائرة المفرغة والتي تبدأ من تقديم مبادرة للسلام ترفضها العناصر المدعومة من إيران ثم تبدأ محاولات الضغط عليها للقبول بها قبل أن تنتهي بالفشل أيضاً ثم يتكرر الأمر مرات عديدة دون الوصول إلى نتيجة نهائية تفضي لإنهاء حالة الحرب المستمرة للعام السابع على التوالي.