مسيرات الغضب تحاصر الشرعية الإخوانية بالجنوب
رأي المشهد العربي
تواجه الشرعية الإخوانية غضبا شعبيا متصاعدا في الجنوب منذ أن استفزت أبناء محافظة شبوة، وأقدمت على فض الاحتجاجات التي نظمها المجلس الانتقالي الجنوبي في منطقة عبدان مطلع الشهر الجاري بالقوة الغاشمة، وهو ما قاد إلى انتفاضة شعبية بالمحافظة إلى جانب اندلاع احتجاجات صاخبة في وادي حضرموت تزامنا مع ذكرى يوم الأرض الجنوبي.
طالت المظاهرات التي اندلعت في مناطق جنوبية عديدة محافظة أبين التي خرج أبناء مديرياتها في مسيرات حاشدة ضد إرهاب مليشيات الشرعية بحقهم، الأمر الذي تكرر اليوم السبت أيضا بمديرية المحفد احتجاجا على سياسة التجويع التي تمارسها الشرعية الإخوانية الإرهابية.
رفع المحتجون لافتات تُعبر عن رفضهم المُطلق لسياسات تلك المليشيات، والتي تسببت في انهيار العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية، كما نظم المشاركون مهرجانا خطابيا للتأكيد على وقوف قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى جانب أبناء بالمديرية، في رفض معاناتهم ومطالبة الشرعية الإخوانية بتلبية احتياجاتهم.
امتدت شرارة المظاهرات التي اندلعت في محافظات جنوبية مختلفة إلى محافظة لحج أيضا والتي تتعرض لمؤامرة إخوانية تستهدف تحويلها إلى بؤرة فوضى لتمكين المليشيات الإرهابية من اختراقها.
وقبلها شهدت العاصمة عدن احتجاجات صاخبة جراء تجميد الشرعية الإخوانية أعمال حكومة المناصفة وهو ما تسبب في تردي الأوضاع الخدمية.
تواجه الشرعية الإخوانية حصارا شعبيا في أماكن حضورها وهو ما يضاعف الضغوطات عليها ويضيق الخناق على ممارساتها الاحتلالية في محافظات الجنوب، ما يجعلها طوال الوقت تدرك أنها ليس لديها القدرة على إيجاد موطئ قدم لها كبديل للجبهات التي سلمتها للمليشيات الحوثية في محافظات الشمال.
تحقق مسيرات الغضب الجنوبية أهدافا عديدة حيث تقف حائلا أمام تنفيذ مخططات الحوثي والإخوان بتسليم وتسلم الجبهات، وتعطي إشارة على أن أبناء الجنوب مازال لديهم القدرة على مجابهة مشروعات الاحتلال اليمني بكافة صوره، وأن محاولات شغلهم بالأزمات الحياتية اليومية لن تأتي بثمارها بل إنها على العكس تماما ستكون سببا في اشتعال الغضب وانتقاله إلى مناطق متفرقة.
العامل الأهم في هذه المسيرات أنها تثبت للشرعية أن أبناء الجنوب لديهم الوعي الكافي بما يدور حولهم من مخططات، وأن إقدام أبناء وادي حضرموت على قطع الطرق التي تستخدمها الشرعية الإخوانية لتهريب النفط يعد أبرز دليل على ذلك، وهو أمر تكرر من خلال وقائع مماثلة في محافظتي لحج وشبوة.
تقف مسيرات الغضب حائلا أمام تمادي الشرعية الإخوانية في جرائمها لأنها أضحت تدرك أن هناك غضبا شعبيا قد ينفجر في وجهها، وأن الخوف من المسيرات والاحتجاجات يظهر واضحا من خلال تعاملهم بقوة غاشمة مع المتظاهرين السلميين، وتجد نفسها بشكل مستمر تحت ضغوطات الانفجار الشعبي الذي يثبت أنها ليس لديها ظهير شعبي من الممكن أن ترتكن إليه لتمرير جرائمها.
يشكل الضغط الشعبي الذي يمارسه أبناء الجنوب إلى جانب الجهود الدبلوماسية الفاعلة التي يقوم بها المجلس الانتقالي الجنوبي أدوات فاعلة لإنهاء تواجد قوى الاحتلال في الجنوب، ودفع الشرعية نحو الالتزام بتنفيذ بنود اتفاق الرياض وسحب قواتها من الجنوب .