الانتقالي يحرك جمود حكومة المناصفة بتنظيم العمل داخل وزاراته
لم يستسلم المجلس الانتقالي الجنوبي لرغبة الشرعية الإخوانية في تجميد حكومة المناصفة، ويكثف جهوده لتنشيط العمل في الوزارات التي يرأسها وزراء تابعين للمجلس، كأحد أساليب الضغط لعودة الحكومة إلى العاصمة عدن مرة أخرى لتأدية مهام عملها، وذلك للتعامل مع الأوضاع الخدمية المتردية في محافظات الجنوب.
دعا الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم السبت، وزير التخطيط والتعاون الدولي في حكومة المناصفة الدكتور واعد باذيب، إلى تنظيم العمل في الوزارة، والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية التي تقدمها كافة المنظمات الدولية إلى جميع المواطنين في العاصمة عدن خاصة، ومحافظات الجنوب عامة.
وأكد الرئيس الزُبيدي أن السلطات المحلية والأجهزة الأمنية بالعاصمة عدن على استعداد لتسهيل عمل وحركة المنظمات والبعثات الدولية في الجنوب، مشيرًا إلى أن الوضع الأمني في العاصمة مُستتب وآمن لعمل وحركة وتنقل طواقم المنظمات والبعثات الدولية كافة، وثمن التحركات واللقاءات الدولية التي أجراها وزير التخطيط مؤكدًا على ضرورة بذل المزيد من الجهود والتنسيق المُشترك مع كافة المنظمات الدولية لفتح مقراتها في العاصمة عدن.
لم تكن هذه المرة الأولى التي ينخرط فيها رئيس المجلس الانتقالي أو محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس في جهود التنسيق مع حكومة المناصفة للتعامل مع الأزمات التي تواجه الجنوب، وجرت في السابق اجتماعات عديدة مع وزراء الزراعة والنقل لقطع الطريق على الشرعية الإخوانية التي تسعى لإغراق الجنوب في الفوضى، وتستهدف تحقيق هدف رئيسي بالنسبة لها يتمثل في عدم تمكين حكومة المناصفة من تأدية عملها.
تنفذ الشرعية عبر عرقلة عمل حكومة المناصفة خطط إخوانية مدعومة من قوى إقليمية معادية لإعادة دوران عجلة الزمن إلى الوراء من أجل استعادة هيمنة التنظيم الإرهابي على حكومة الشرعية، وبالتالي فإن الانتقالي يستهدف صد هذه المؤامرات من خلال تقديم سبل الدعم اللازمة لوزرائه داخل الحكومة للقيام بمهام عملهم.
يرى مراقبون أن الانتقالي يحقق أهداف سياسية واجتماعية واقتصادية عديدة وراء نجاح وزرائه في القيام بمعلمهم بالرغم من قيود الشرعية، إذ أنه يثبت للمجتمع الدولي أنه جاد في مطالباته نحو عودة حكومة المناصفة إلى العاصمة عدن واستكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض، كما أنه يحاول في الوقت ذاته تخفيف وطأة الظروف الخدمية والاقتصادية الصعبة في الجنوب من خلال انتظام دولاب العمل الحكومي في الوزارات التي شكلها.
وأطلع الرئيس الزُبيدي خلال لقائه وزير التخطيط والتعاون الدولي على الجهود التي تبذلها الوزارة، وكذلك الصعوبات التي تواجه عملها، مُثمنًا كافة الجهود المبذولة من قبل قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.
بعث الزبيدي من خلال اللقاء الذي عقده اليوم، جملة من الرسائل المهمة على رأسها أن العاصمة عدن جاهزة لاستقبال المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني، وأن انتظام العمل في وزارة التعاون الدولي سيُساهم بفاعلية في إتاحة الفرصة أمام عمل المنظمات، والبعثات الدولية لانتشال الوضع الخدماتي في العاصمة، والمحافظات الأخرى.