بقاء المشاط.. إيران ترعى صراع الأجنحة لضمان السيطرة على الحوثيين
كشف احتفاظ القيادي الحوثي المدعو مهدي المشاط، رئيس ما يُسمى المجلس السياسي الأعلى، بمنصبه رغم محاولة القيادي النافذ المدعو محمد علي الحوثي الإطاحة به، عن رغبة إيرانية في استمرار صراع الأجنحة المتصاعد داخل المليشيات الحوثية بما يضمن فرض سيطرتها على المليشيات وتوجيهها كيفما تشاء لخدمة أغراضها.
أوعزت إيران إلى زعيم المليشيات المدعو عبدالملك الحوثي من أجل بقاء المدعو المشاط في منصبه بالرغم من محاولة المدعو محمد علي الحوثي الإطاحة بالمشاط بعد أن تصاعدت الخلافات بينهما، وسعى لأن يتولى المنصب كما دعم ترشيح القيادي المدعو يوسف الفيشي لرئاسة المجلس، غير أن زعيم المليشيات وجه بإغلاق الموضوع، بعد رفض الفيشي العرض بحجة عدم وجود قيادات حوثية تعي معنى الدولة.
ذهبت غالبية المؤشرات خلال الأيام الماضية باتجاه الإطاحة بالمدعو المشاط غير أن إيران التي عملت على زيادة الهوة بين أجنحة المليشيات منذ أن تولى سفيرها لدى المليشيات المدعو حسن إيرلو مهام منصبه كان لها رأي آخر، لأن الانقسام يدعم قدرة سفيرها على أن يكون محتفظًا بكافة الأوراق التي تمكنه من توجيه بوصلة عملياتها الإرهابية حسبما تكون مصلحتها.
تدرك طهران أنها أكثر حاجة خلال الفترة المقبلة إلى هذا الانقسام لأنها تخوض مفاوضات شاقة مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن ملفها النووي، وتستهدف الحفاظ على معادلة الحكم القائمة حاليا داخل المليشيات دون إدخال تعديلات عليها.
وقد يجري توجيه صراع الأجنحة من جهة إيجاد مبررات تُقنع بها إيران المجتمع الدولي في حال اشتدت الضغوطات عليها لدفع الحوثي نحو السلام، وفي تلك الحالة فإنها ستؤجج الخلافات الداخلية التي تقوض الوصول إلى اتفاق داخل المليشيات الحوثية بشأن الذهاب إلى السلام.
وقرر ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، مد رئاسة المشاط عام ونصف، في مُخالفة للوائح المجلس التي تنص على أن تكون الولاية لمدة 6 أشهر، وقالت مصادر مطلعة لـ"المشهد العربي"، إن قرار التمديد للمشاط جرى بناءً على أوامر زعيم المليشيات المدعو عبدالملك الحوثي.
يرى مراقبون أن إيران استهدفت أن يكون القرار بشكل صوري بيد المدعو المشاط لأنه في حال رحيله فإنه الكفة كانت ترجح أن يكون المنصب بيد حزب المؤتمر في صنعاء وفقا لتفاهمات سابقة جرت بين الجانبين، لكن ذلك لا يصب في صالح إيران التي تسعى للهيمنة الكاملة على سلطة القرار السياسي.
ودائما ما يكون الصراع بين المدعو المشاط ومحمد علي الحوثي على الجبايات وأموال الحروب وفي كثير من المرات استنجد المشاط بزعيم المليشيات المدعو عبدالملك الحوثي للحصول على حصة من الإتاوات التي تفرضها المليشيات على السكان والمحال التجارية، غير أن الصراع بينهما أمتد من صنعاء إلى محافظات أخرى ما تسبب في اشتباكات مسلحة بين عناصر محسوبة على الطرفين.