هل تيقنت المليشيات الحوثية من انفجار خزان صافر؟
حاولت المليشيات الحوثية الإرهابية التهرب من نتائج الكارثة البيئة المحققة على سواحل البحر الأحمر بسبب خزان صافر الذي ترفض صيانته للعام السادس على التوالي، وذهبت باتجاه اتهام الأمم المتحدة بالتسبب في تأخير تنفيذ تقييم وصيانة الناقلة النفطية المتهالكة، في حين أنها أفشلت قبل أيام المشاورات الجديدة التي بدأت مع مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS)، حول صيانة الخزن الذي يرسو قبالة ميناء رأس عيسى في الحديدة.
حذرت حكومة المليشيات الإرهابية غير المعترف بها دوليًا، الأمم المتحدة من تدهور أوضاع الناقلة، وتمادت في أكاذيبها بعد أن اتهمت مكتب الأمم المتحدة بإضاعة الوقت وإهدار الأموال المخصصة للمشروع في "اجتماعات ونقاشات عقيمة" بحسب تعبيرها، بالرغم من أنها من ماطلت على مدار أكثر من ستة أعوام من الوصول إليها عبر وضع مطالب تعجيزية تجعل من الصعب الوصول إلى الناقلة وصيانتها.
وفشلت الاجتماعات التي عقدت، الأسبوع الماضي عبر الاتصال المرئي بين الحوثيين ومكتب الأمم المتحدة بسبب إصرار مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، على خطة مقدمة منها لمباشرة الفريق عملية الصيانة فور وصول الفريق، فيما طالب الجانب الأممي بإتاحة الوصول إلى الخزان الذي يحمل 1,1 مليون برميل من النفط الخام، لمعاينته قبل تحديد الصيانة المطلوبة لذلك، وحشد الدعم الدولي لتمويل العملية.
تسعى العناصر المدعومة من إيران إلى إلصاق تهمة الكارثة البيئية المتوقع حدوثها لأي أطراف أخرى حتى وإن كان هذا الطرف هو الأمم المتحدة، إذ أن شرطها يعني أنها تريد أن تظهر أمام العالم أجمع بأنها سمحت بالوصول إلى الناقلة دون أن تمكن الفريق الأممي من التعرف على الاحتياجات اللازمة لصيانته وفي تلك الحالة لن يكون الوصول إلى الناقلة ذو فائدة لأنها ستظل من دون صيانة، وهو ما أدركته الأمم المتحدة التي رفضت الطلب الحوثي الخبيث.
يبدو واضحًا أن المليشيات الحوثية لديها معلومات بإمكانية انفجار الخزان في أي لحظة بعد أن أضحى متهالكا وتسربت منه كميات من النفط على مدار السنوات الماضية، وبالتالي فإنها تبحث عن حل سريع يعفيها من المسؤولية.
توظف المليشيات الحوثية حالة التراخي الدولي بشأن التعامل معها ودفعها نحو السلام، وبالتالي فإنه ليس من المستغرب أن تذهب باتجاه تحميل الأمم المتحدة مسؤولية الفشل، وهو ما يجعل موقف المليشيات الحالي بمثابة إدانة للمجتمع الدولي الذي ترك قنبلة موقوتة تهدد ملايين المواطنين دون أن يذهب باتجاه توقيع عقوبات على العناصر المدعومة من إيران.
وتقف هذه السفينة التي أنشئت منذ 45 عاما في عرض البحر على بعد 60 كيلومترا (37 ميلا) شمال ميناء الحديدة الواقع تحت سيطرة المليشيات الحوثية، ودخلت المياه مؤخرا إلى غرفة محرك الناقلة، ما زاد من مخاطر غرقها أو انفجارها. وكانت قد أجريت لها عملية إصلاح مؤقتة، إلا أن الأمم المتحدة توقعت أن ينتهي الأمر بكارثة.