بن زايد في السعودية: دفعة للأمن العربي.. صفعة لمحور الشر
رأي المشهد العربي
تشكل الزيارة التي يقوم بها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية إلى المملكة العربية السعودية، غدا الاثنين، دفعة قوية لحماية الأمن العربي، وفي الوقت نفسه صفعة جديدة على وجه محور الشر الإيراني التركي القطري، وذلك بعد أن عمدت الأبواق الإعلامية التابعة للدول الثلاث على مدار الأيام الماضية إلى تصوير التباينات السعودية الإماراتية بشأن سياسة إنتاج النفط ضمن مظلة "أوبك"، على أنها قطيعة سياسية تخدم مصالح تلك الأطراف الداعمة للإرهاب في المنطقة.
تدرك قوى الشر مدى قوة التحالف العربي الوطيد الذي تمكن من صد شرور المليشيات الإيرانية والإخوانية في العديد من بلدان المنطقة، وبالتالي فإنها تصوب سلاح الشائعات بدقة تجاه هذه العلاقة حتى وإن لم يكن هناك أي أزمات بالأساس، لكنها تحاول خلخلة صموده بعد أن قوض رغبة طهران في تحويل اليمن إلى إمارة إيرانية، واستطاع أن يحمي العديد من الدول العربية من شرور تنظيم الإخوان الإرهابي المدعوم من قطر وتركيا.
حاولت قوى الشر اللعب على وتر العلاقة بين السعودية والإمارات في مرات عديدة من قبل، وتحديدا في الفترات التي يحقق فيها البلدان نجاحات سياسية وعسكرية مهمة، لعل أبرزها ما حدث قبل التوقيع على اتفاق الرياض قبل نهاية العام 2019، حيث بثت شائعات مفادها أن الخلافات بين البلدين تسببت في تأجيل توقيع الاتفاق في حين أن الواقع أثبت أن الشرعية الإخوانية الموالية لمحور الشر هي المتسبب الأول في تعثر المفاوضات قبل نجاح الدولتين بمساهمة فاعلة من المجلس الانتقالي الجنوبي في تخطي هذه العقبة.
تحاول الشرعية الإخوانية استهداف العلاقة بين السعودية والإمارات بشكل مستمر، وتعمل على تشويه الجهود الإنسانية والعسكرية لدولة الإمارات منذ انطلاق عاصفة الحزم وتستهدف بالأساس تفتيت قوة التحالف العربي لخدمة إيران ومليشياتها الإرهابية، وفي كل المرات يثبت البلدان أنهما في خندق واحد للوصول إلى حل سياسي يُنهي الحرب الحوثية التي تدخل عامها السابع.
تشكل زيارة الشيخ محمد بن زايد السعودية فرصة مهمة للتأكيد على أن التحالف العربي مصمم على تنفيذ بنود اتفاق الرياض الذي تعرقله الشرعية الإخوانية، ومن المتوقع أن يكون الاتفاق على جدول المباحثات التي تنطلق غدا، ما يضع الشرعية الإخوانية والقوى المعرقلة للاتفاق تحت ضغط جديد، لأن محاولاتها إلصاق تجميد المباحثات على التباينات بين السعودية والإمارات لن يكون لها مبرر.
يخشى محور الشر القطري الإيراني التركي من تعزيز التعاون بين دول الاعتدال العربي بوجه عام ( السعودية ومصر والإمارات والبحرين)، وهو التحالف الذي يسعى دائما للتعاون في سبيل حفظ السلام والأمن في المنطقة، وحماية الممرات المائية الحيوية، والعمل المشترك لإفشال مشاريع الفوضى التي تهدد المنطقة.
تحيط بزيارة ولي عهد أبوظبي السعودية جملة من الأجواء الإيجابية لأنها تأتي في وقت يتقارب فيه المسلمون احتفاءً بعيد الأضحى المبارك، كما أن الزيارة تأتي بالتزامن مع ذكرى مهمة للتحالف العربي والجنوب وهي انطلاق عملية "السهم الذهبي" قبل ست سنوات والتي انتهت بتحرير العاصمة عدن، وهو ما يؤكد أن التعاون العربي المشترك هو القادر على حل أزمات المنطقة في ظل انطلاقة عربية جديدة متوقعة لمجابهة الأخطار التي تهدد البلدان العربية.