زيارة تاريخية في يوم استثنائي: إحباط مخططات المليشيات.. وإنعاش آمال الجنوب
رأي المشهد العربي
في أبلغ تأكيد لمتانة العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية اليوم إلى العاصمة الرياض في زيارة مهمة إلى المملكة.
جاءت الزيارة في وقتها تماما، لتجدد تأكيد عمق علاقات التعاون بين هذين البلدين العربيين الكبيرين من ناحية، وتدحض بقوة دعاوى الحاقدين والإرهابيين الذين تنافسوا في إطلاق الشائعات من خيالاتهم المريضة عن "فتور مكذوب" في علاقات البلدين الشقيقين من ناحية أخرى.
كانت حفاوة الاستقبال عنوان لقاء الشقيقين الكبيرين الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية وشقيقه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي اللذين حرصا على تبادل نقل تحيات قيادتي البلدين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
جاءت الزيارة التاريخية في يوم استثنائي من حياة الإنسانية تجري أحداثه الشريفة على أرض المملكة، هو يوم الوقوف بعرفات ركن الحج الأعظم، حيث تتطلع أنظار العالم كله إلى هذه البقعة الطاهرة، الأمر الذي يؤجج مشاعر المحبة والتعاون والوحدة والتلاحم.
وسط هذه المشاعر جاء لقاء الزعيمين الشقيقين ليعلنا للعالم أن بلديهما، على العهد بهما، متعاونان في سبيل نصرة قضايا أمتهما العربية والإسلامية، متعاضدان في خدمة قضايا الإنسانية في مختلف المجالات، متكاملان في دعم السلم والأمن الدوليين.
وهذا ما أوجزته وسائل إعلامية وهي تتحدث عن لقاء الزعيمين العربيين الكبيرين بقولها: "جرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الأخوية الوثيقة بين البلدين الشقيقين، وأوجه التعاون الثنائي، وفرص دعمه وتطوره في مختلف المجالات، بالإضافة إلى استعراض مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها".
وإذا كان هناك من الانتهازيين والخونة وسرّاق الأوطان وعملاء مثلث الشر (إيران وتركيا وقطر) من استبق اللقاء بترويج الشائعات والأكاذيب لأمراض وأغراض في نفسه، فهناك من يعتبر اللقاء نفسه تدشينا لمرحلة جديدة من التعاون والتلاحم لصناعة مستقبل أفضل لمنطقتنا خاصة، وأمتنا عامة، يقوم على السلم والأمن والتعاون ورعاية الحقوق.
إن شعبنا في الجنوب العربي يتطلع إلى تلك اللقاءات التاريخية المهمة بين قادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ويرى فيها آمالا تتجدد بقوة لنصرة قضيته العادلة، وصولا إلى حقه المشروع في تقرير مصيره، واستعادة دولته المستقلة ذات السيادة، والتعاون في إرساء السلام والأمن وإطفاء نار الحرب التي أشعلها الحوثيون عملاء إيران، وتخاذلت في مواجهتهم الشرعية الإخوانية الإرهابية إلى حد الخيانة والاستسلام والتفريط في الحقوق، حتى رأينا من قادة الشرعية "من يُعطي ما لا يملك لمن لا يستحق" من خلال التنازل لمليشيا الحوثي عن المعسكرات والمواقع بما فيها من معدات عسكرية وأسلحة دون إراقة نقطة دم واحدة للدفاع عنها، والحفاظ عليها.
وإذا كان لقاء الزعيمين الكبيرين محمد بن سلمان ومحمد بن زايد في الرياض اليوم يحبط مخططات الملشيات الإرهابية على اختلاف انتماءاتها، ويفضح مؤامراتهم، ويسقط مزاعمهم، فإنه في الوقت نفسه ينعش آمال الجنوبيين في مستقبل أفضل يسوده السلام والأمن والحق والعدل، يبدأ بالتنفيذ الأمين لجميع بنود اتفاق الرياض، واستمرار دعم شعب الجنوب حتى يستكمل تحقيق أهدافه المشروعة.