احتفالية مُخزية في طرابلس.. تركيا ترقص على جثث الليبيين
على وقع المقولة الشهيرة في البلدان العربية "يقتل القتيل ويمشي في جنازته" أقامت العناصر التركية الإرهابية الغازية في طرابلس الليبية احتفالية مخزية تزامنا مع ذكرى فشل ما يُسمى الانقلاب المزعوم على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في عام 2017م.
الاحتفالية، على ما احتوته من دلائل خزي وسقوط وهشاشة نظام أردوغان، تمثل من وجه آخر اعترافا تركيا صريحا بالتدخل في ليبيا بعناصر خاضت معارك بزعم تحرير البلاد، وكذلك عدم مراعاة أبسط القواعد الدبلوماسية والأخلاقية التي تمنع إقامة مثل تلك الاحتفالات الاستفزازية الساقطة على أراضي الغير، وتقديمها على مصالحه المصيرية.
الاحتفالية، التي لاقت سخطا واسعا وغضبا كبيرا في الأوساط الليبية، شاركت فيها مجموعة من قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي، والمليشيات الإجرامية الموالية لتركيا في ليبيا.
رقص الأتراك وأذيالهم لأردوغان على جثث الليبيين، حيث عبر هؤلاء الراقصون عن فرحتهم وفخرهم بالتدخل التركي في ليبيا التي أنقذتهم من الإقصاء من المشهد السياسي.
وقف السفير التركي في ليبيا وسط الاحتفالية، معترفا بأن بلاده دفعت بعناصر للقتال ضد الجيش الوطني الليبي، وتناسى الخراب والفوضى والخسائر الكبيرة التي خلفتها معارك المليشيات التركية في البلاد.
وأكد السفير التركي في ليبيا، بجرأة غير محسوبة العواقب بلغت حد الكبرياء والغرور والصلف، استمرار بلاده في دعم المليشيات الموجودة في طرابلس، زاعما أنه من حق تركيا تقديم الدعم العسكري لمليشيات الحكومة التي وقعت مع أنقرة اتفاق التعاون الأمني والعسكري، في إشارة منه إلى اتفاقية "السراج أردوغان" غير المعتمدة من البرلمان الليبي المنتخب.
سفير الشر والإرهاب التركي في ليبيا طالب، دون مواربة أو استحياء، بما اعتبره حق بلاده المزعوم في الحصول على حصة من إعمار ليبيا، ومشاركة شركات المقاولات والإنشاءات التركية في تولي المشاريع خاصة المتعلقة بمجالات الطاقة، في محاولة منه لفتح الطريق إلى ثروات غاز البحر المتوسط.
ووقفت قيادات الإخوان الإرهابية من اللاهثين وراء رضا أردوغان معبرين عن فخرهم بالتدخل التركي في ليبيا، معترفين بأنه لولا تدخل مليشيات تركيا لسقطت الجماعة الإخوانية الإرهابية، وأزيحت من المشهد السياسي في ليبيا، رافعين شعار "مصيرنا مرتبط بمصير أردوغان".
أعادت مشاهد رقص الإخوان في احتفالية الأتراك في طرابلس إلى الأذهان مشاهد انبطاح حكومة الوفاق لمليشيات أردوغان عندما منحتهم الشرعية وأعطتهم رتبا عسكرية، رغم أنهم مدرجون على قوائم الإرهاب في مجلس الأمن، من أجل الإبقاء على الإخوان والإرهابيين في الحكم بعيدا عما تقتضيه مصلحة الشعب الليبي الذي يعاني أوضاعا معيشية كارثية.
تركيا التي سوقت للعالم كذبا وزيفا وزورا مزاعم تدخلها في ليبيا، التي تبعد عن حدودها آلاف الكيلومترات، سرعان ما انكشفت مساعي الشر بمشاهد نقل المرتزقة للمشاركة في خراب بلد يعاني أصلا من ويلات سيطرة مليشيات تنظيم داعش الإرهابي على ثرواته ومقدرات شعبه.