إطلاق معركة الكلمة.. الزُبيدي: الإعلام الجنوبي قادر على حماية الحقوق وملاحقة الفاسدين
لم يعد يخفى على أحد ما لوسائل الإعلام في المجتمع من وظائف مهمة، وأدوار محورية، وخدمات لا يستغني عنها المواطنون في أي وقت، وفي كل مجال.
ولا يخفى أيضا أن تلك الأدوار والوظائف ليست من باب الرفاهية الزائدة على احتياجات الناس، وإنما هي مسؤولية عظمى وضعها المجتمع في رقاب العاملين بالإعلام حين فوّضهم العمل باسمه، ورقابة أداء مختلف المؤسسات والأفراد لمصلحته.
ومن أبرز المهام المعاصرة لوسائل الإعلام: التعريف بما يجري في العالم، ومراقبة سياسات الحكومات وخططها، وتنوير المواطن وتشجيعه على المشاركة في القرار الديمقراطي، وتزويد الناس بالمعلومات العملية عن الحياة اليومية، ونقل رأي المواطن للدولة، ومساعدة الدولة في التعبير عن برامجها وسياساتها.
وتتعاظم تلك المهام لتتحوّل إلى ما يشبه المعركة المفتوحة في مثل ظروف الإعلام الجنوبي؛ فيصبح من أبرز أولوياته الكشف عن الفساد، وفضح الفاسدين؛ سعيا لبناء المجتمعات على احترام الحقوق، ومنع الممارسات الرامية إلى خلط الأوراق، وتزييف الحقائق، ونهب الثروات، ونشر الفوضى، والعبث بأمن المجتمعات حاضرا ومستقبلا.
انطلاقا من هذه الحقائق المهمة عقد الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عدة لقاءات مهمة خلال الأيام القليلة الماضية، تركز فيها اهتمامه الكبير على دعم دور الإعلام الجنوبي في هذه المرحلة، حتى بدا أنه يدعو الإعلام الجنوبي إلى الاضطلاع الكامل بمسؤولياته تجاه قضايا الجنوب العربي وأهله، والتعاون في سبيل إدارة المعركة الإعلامية بوعي وقوة وإيمان لا يتزعزع بالحق الجنوبي.
ومن هنا جاء تأكيد الرئيس الزُبيدي على أهمية دور وسائل الإعلام في كشف وتعرية الفساد والمُفسدين، باعتبارها أداة فاعلة في دعم جهود الإصلاح المؤسسي بكافة مؤسسات الدولة وقطاعاتها.
شدد، في لقائه مع مديرة مكتب الإعلام في العاصمة عدن، على الدور الكبير الذي تضطلع به المنابر الإعلامية كمرآة عاكسة للواقع العام من دون زيادة أو نقصان.
توجيهات الرئيس الزُبيدي للنهوض بمسؤوليات الإعلام الجنوبي في هذه المرحلة المهمة في تاريخ الجنوب العربي اشتملت على ضرورة تقديم أوجه الدعم للوسائل الإعلامية المحلية والدولية، والحكومية والخاصة لتقوم بدورها المنوط بها.
وفي لقائه رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأيام، أكد الرئيس الزُبيدي أنه يعوّل على وسائل الإعلام الجنوبية الشريفة في النهوض بوعي الإنسان الجنوبي والدفاع عن قضاياه، وحقوقه المسلوبة منذ ما بعد 21 مايو 1990م.
وأشاد الرئيس الزُبيدي بتضحيات صحيفة الأيام التي دفعت ثمنا باهظا لمواقفها الصلبة في مواجهة عنجهية وغطرسة السلطات الغاشمة التي جثمت على صدر الجنوب، وصادرت حقوق شعبه، وحقه في التعبير بالكلمة.
وحرص الرئيس الزُبيدي خلال اللقاء على مناقشة أهم الجوانب الإعلامية في المؤسسات الصحفية والإعلامية الجنوبية، بالإضافة إلى آخر المستجدات، والتطورات السياسية على الساحة الجنوبية لا سيما فيما يتعلق باتفاق الرياض.
أما اللقاء الثالث فاستقبل الرئيس الزُبيدي خلاله الكاتب الصحفي والباحث صالح علي الدويل عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي وصفه بأنه يُعد من أفضل الأقلام الصحفية الجنوبية، والذي أهدى الرئيس الزُبيدي نسخة من أحدث كتبه "الإخوان المسلمون من الباب الخلفي.. إخوان اليمن والتعصب المزدوج".
إن محصلة هذه اللقاءات وغيرها تقود إلى إطلاق الإعلام الجنوبي معركته الشاملة في مواجهة قوى الفساد والإرهاب والاحتلال، فما أحوج الوطن الجنوبي والمواطن إلى إعلام واعٍٍ يدافع بكل قوة عن حقوق الجنوبيين مهما يتكلف من معاناة في سبيل الوفاء بمسؤولياته وأماناته ووظائفه في هذه المرحلة الفاصلة في مستقبل الجنوب.