تعطيش الشعوب.. جرائم تركيا وإيران لسرقة الأوطان ونهب الثروات
يصر نظاما الرئيس التركي رجب طيب أدروغان وملالي إيران الإرهابيان على سياسات إجرامية تستهدف نشر الفوضى والخراب لتدمير المنطقة.
بعد دعم النظامين الانتهازيين المليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، ونشر المرتزقة، والتدخل العسكري في كثير من الدول والمناطق لنهب ثروات البلاد، تتبع الدولتان سياسة تعطيش الشعوب وخنقها بتجفيف الأنهار.
ضربت إيران وتركيا بالاتفاقيات الدولية المنظمة للحقوق المائية عرض الحائط، وتعدت على حصص العراق وسوريا ببناء السدود والقنوات وإنشاء البحيرات الصناعية، ما يعد خرقا صارخا للقانون الدولى، واستخدام المياه كسلاح للإضرار بالدول، وسط تخاذل أممي ودولي.
إصرار تركيا وإيران على بتجفيف الأنهار جريمة كبرى تظهر آثارها بوضوح على نهر دجلة في العراق. تضرب جسد العراق الجريح الذي يعاني من أزمات خانقة ألمت به، وتفيض بمخاوف العراقيين على نهر الحياة بالنسبة لهم من أطماع أردوغان ونظام الملالي.
نهر دجلة الذي ظهرت جوانبه وبات من الممكن عبوره سيرا على الأقدام من بعض المناطق، يخنق العراق، وينذر بجفاف تام، ويحمل كارثة إنسانية، تتسبب فيها أيدي أنقرة وطهران الغاشمة.
بعد إعلان حكومة أردوغان ملء سد إليسو الذي أنشأته تركيا على منبع نهر دجلة، انخفض منسوب مياه النهر في مدينتي الموصل وبغداد بشكل غير مسبوق، تزامنا مع قطع إيران مياه نهر "الزاب الصغير" عن محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق، لإكمال مخطط التعطيش.
لم تكتف إيران بقطع نهر الزاب الصغير بل قطعت أيضا أنهارا أخرى عن جنوب العراق، بينها نهر الكرخة الذي يغذي هور الحويزة في مدينة العمارة، ونهر الكارون الذي يغذي شط العرب من الأسفل؛ ما فجر أزمة مائية أخرى تضاف لأزمة جفاف دجلة.
النهر الذي كان يفيض بخيره بالأمس القريب على المدن الواقعة على ضفتيه، صار يحتضر جراء السياسات التركية والإيرانية لإنشاء السدود وتغيير مجاري الأنهار التي تصب فيها.
ويؤكد خبراء المياه أن العراق ليس أمامه سوى رسم سياسات مائية واقعية بشكل فوري لإنقاذه من المخالب التركية الإيرانية، طالما لا يمكنه رفع قضية على تركيا وإيران بسبب قطعهما الأنهار في محكمة العدل الدولية لأنه لم يوقع معاهدة مائية مع هاتين الدولتين.
وصدمت الصور المأساوية لحال نهر الفرات أكبر أنهار سوريا المنطقة والعالم، بعد أن تراجع منسوب تدفق المياه فيه إلى أقل من النصف، بعدما حجب أردوغان مياه النهر ما يشكل انتهاكا صارخا للاتفاقية الموقعة بين سوريا وتركيا عام 1987؛ حيث التزمت تركيا بإطلاق 500 متر مكعب في الثانية على الأقل يتقاسمها العراق وسوريا.
المنظمات الحقوقية أطلقت التحذيرات من كارثة وشيكة تهدد حياة وسبل معيشة أكثر من ثلاثة ملايين سوري يعتمدون على النهر في تأمين مياه الشرب والكهرباء والري.
ويشير خبراء سياسيون إلى أن أردوغان يخبئ وجهه الحقيقي وراء دوافع يزعم أنها إنمائية، ولكنه يتعامل مع المياه على أنها سلعة تجارية بما يخالف القانون الدولي، ويستخدم التحكم فى مياه نهري دجلة والفرات أيضا كورقة ضغط على سوريا والعراق، لفرض مخطط "النفط مقابل المياه".
إيران على جانب آخر تسعى وراء تنفيذ سياسة حليفتها في مخطط الشر نفسه، لكن هذه المرة لخدمة مصالحها المباشرة، حيث زادت من السدود على مجرى الأنهار في غرب جبال زاغرس، لتجفيف هور الحويزة الحدودي مع العراق، الذي يصب فيه نهر الكرخة.
وتعمل طهران في الوقت نفسه على عدة مشاريع لحفر أنفاق تمر من وسط الجبال، لتحويل مجرى الأنهار إلى محافظات وسط إيران، مثل محافظة أصفهان.
وتجاور أغلب المدن العربية أنهار كارون والكرخة والجراحي وتواجه أزمة بيئية وإنسانية كبرى، ما أشعل التظاهرات المستمرة في عدة مدن وبلدان عربية في محافظة الأحواز جنوبي غرب إيران.
المخطط الإيراني لتعطيش المنطقة فجر احتجاجات واسعة لاتزال مشتعلة في الأحواز بسبب سياسات التعطيش الإيرانية وشح المياه بعد تحويل مجرى الأنهار، وأطلق نظام الملالي مليشيات مسلحة ضد التظاهرات، ما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين في صفوف المحتجين.
إيران التي تقتل الأبرياء في محافظة الأحواز بنهب المياه عن طريق سدود الخزي والعار، حاولت احتواء الاحتجاجات المشتعلة في المحافظة، وأرسلت مليشياتها بصهاريج مياه لكن مخططها المكشوف أمام العالم لم يوقف الغضب الجارف الذي امتد إلى محافظات أخرى.