بأمر شعب الجنوب: برلمان العار لن يدخل سيئون
رأي المشهد العربي
في كلمات محددة واضحة قوية، جدد المجلس الانتقالي الجنوبي رفضه اتخاذ مجلس النواب اليمني من "سيئون" مدينة البطولات مقرا مؤقتا له.
موقف المجلس الانتقالي يستمد قوته وشرعيته من المواقف التاريخية والتضحيات الخالدة لشعب الجنوب، وخاصة أهالي محافظة حضرموت الرافضين للاحتلال اليمني، المطالبين برحيله، وتطهير التراب الوطني الجنوبي من آثامه وأوزاره وأخطاره.
قال شعب الجنوب كلمته الأخيرة بإجماع لم يتخلف عنه وطني مخلص، بلسان الحضارمة الأبطال أصحاب التضحيات التاريخية الفذة، في مسيرتهم المليونية السلمية الأخيرة في سيئون.
أبلغ شعب الجنوب من أرض سيئون العالم كله قراره في حزم لا يلين، وقوة لا تعرف الوهن، ووضوح لا يحتمل الالتباس، وحسم لا تراجع معه: لا مكان لـ"برلمان العار" على أرضنا.
فهل بعد قرار شعب الجنوب قرار؟ وهل بعد موقف المجلس الانتقالي الجنوبي الأمين على مصالح الجنوب وطنا ومواطنا موقف؟
الحقيقة أن تلك المواقف الشعبية البطولية تمثل أقوى ردّ على محاولات الشرعية الإخوانية الإرهابية "شرعنة" احتلالها أراضي الجنوب بزرع "برلمان العار" فيها.
تلك المواقف تعني أن شعب الجنوب حسم أمره، وقال كلمته، وأشهد الدنيا كلها على أنه لن يفرط في أرضه، ولن يتنازل عن حق من حقوقه، ولن يرضخ لإرادة المحتل الإرهابي الغاشم، ولن يسمح لبرلمان العار والخيانة بأن يلوث موطئ قدم في أرضه، مهما يكلفه ذلك من تضحيات.
ولا يخفى على عاقل أن مؤامرات الشرعية الإخوانية الإرهابية تتزايد ضد الجنوبيين في المحافظات التي شهدت انتفاضات شعبية ومسيرات مليونية سلمية تندد بممارساتها الإرهابية وانتهاكاتها بحق شعب الجنوب التي بلغت حد محاصرتهم بالدبابات والمصفحات والأسحلة المختلفة، كما حدث أخيرا في شبوة وسيئون.
المجلس الانتقالي الممثل الشرعي لشعب الجنوب بعث عدة رسائل مهمة حاسمة إلى الداخل والخارج على لسان المتحدث باسمه، أبرزها رفض المجلس الانتقالي المطلق مخطط الشرعية الإخوانية ومجلس النواب اليمني لإقامة مقر مؤقت للبرلمان في مدينة سيئون.
موقف المجلس الانتقالي لم يتوقف عند الاكتفاء بإعلان الرفض، بل توجه إلى أبناء حضرموت داعيا إياهم إلى التصدي لهذا المخطط، في إشارة إلى جاهزية الجنوبيين لمواجهة إصرار الاحتلال على تنفيذ مخططه الاستفزازي.
وشدد المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي على ضرورة توحد شعب الجنوب في مواجهة مؤامرات قوى الشر لاستعادة حقوقه المشروعة، واسترداد دولته كاملة السيادة.
إن مخطط الإخوان الإرهابيين الساعين لزرع برلمان العار والخيانة في سيئون يواجَه بإصرار شعبي واسع لرفض وجوده أو عقد جلساته في أي بقعة من أرض الجنوب، وليس سيئون وحدها.
كان هذا من أبرز وأهم قرارات متظاهري سيئون في مسيرة مليونية حاشدة أبهرت العالم كله، سيظل التاريخ يسجلها بأحرف من نور.
أما الشرعية الإخوانية الإرهابية فتسقط دائما في الفخاخ التي تنصبها لنفسها، وتخرج من عشرات المؤامرات التي تحيكها ذليلة مهانة خاسرة دون أن تعي حقيقة أنه إذا أراد شعب الجنوب فليس أمامها إلا أن ترضخ لإرادته... وسيشهد التاريخ على رضوخ الشرعية الإخوانية الإرهابية لإرادة شعب الجنوب، ففجر الجنوب قريب؛ ليبدد ظلمات الاحتلال.