الشرعية في الجنوب.. أسلحة الحرب تفوق معدات تجريف السيول
في الوقت الذي تعرضت فيه عدد من المحافظات الجنوبية لموجات سيول جارفة تركت آثاراً سلبية في العديد من المناطق وتسببت في خسائر بالأرواح والبنية التحتية كانت الشرعية الإخوانية تستمر في تسليم مواقعها بمحافظة شبوة للمليشيات الحوثية الإرهابية تزامنًا مع إرسالها حشود عسكرية استقدمتها من محافظتي شبوة ومأرب باتجاه منطقة شقرة الساحلية في أبين؛ تمهيدًا لارتكاب خروقات جديدة.
تجاهلت الشرعية الإخوانية الكوارث المترتبة على السيول في محافظتي شبوة وأبين وكان همها الأول المضي قدمًا في ممارساتها الاحتلالية بحق أبناء الجنوب، وهو ما يفسر التدهور الحاصل على مستوى إمكانيات السلطات المحلية في محافظات الجنوب لأن فساد الشرعية وارهابها كان سببًا في توجيه مخصصات الخدمات العامة إلى الدعم العسكري وتمويل العناصر الإرهابية وشراء الأسلحة التي تصوب باتجاه صدور أبناء الجنوب.
خرجت قناة الديو في وادي بنا بمديرية خنفر، اليوم الأحد، عن الخدمة، جراء تدفق السيول الجارفة وغياب عمال تصريف الكميات الزائدة عن الحاجة، وحذر مزارعون من تداعيات تعطل القناة عن الخدمة، مشيرين إلى حرمان مساحات شاسعة من الري بمياه السيول في منطقة الديو.
وتدفقت السيول على دلتا أبين، منذ قرابة أسبوع، تذهب غالبيتها إلى البحر دون تحقيق أي استفادة منها للقطاع الزراعي، يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه شهود عيان بمنطقة امعين بالمحافظة ذاتها أن العناصر الإرهابية التابعة للشرعية والتي وصلت من الشمال جرى تعزيزها بالأطقم والمدرعات والأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وخلال الأسبوع الماضي نشرت مليشيات الشرعية الإخوانية تحصينات ودفاعات عسكرية في قرية "عذيبة" غرب منطقة شقرة، واستدعت المليشيات الإخوانية الشيولات لحفر الخنادق ووضع المتارس، في مواقع جديدة، إذ تخطط المليشيات الإخوانية الإرهابية لتقوية وجودها العسكري في محافظة أبين لإشعال حرب جديدة انطلاقا منها.
يرى مراقبون أن الكوارث التي يتعرض لها أبناء الجنوب بشكل مستمر ترجع إلى فساد يعود إلى عشرات السنين، إذ أن الشرعية الإخوانية كثفت جرائمها للسيطرة على مقدرات الجنوب وثرواته ومنعت عملية التنمية التي ظلت راكدة قبل تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في العام 2017، وتسعى الآن جاهدة لعرقلة أي جهود اقتصادية وتنموية يقوم بها الانتقالي لتحسين الأوضاع الخدمية والمعيشية في محافظات الجنوب.
توظف الشرعية الإخوانية تواجدها على رأس السلطة المحلية في عدد من المحافظات الجنوبية لاستمرار الأوضاع القائمة منذ سنوات، بل أنها في المقابل لا تفوت أي فرصة من أجل إدخال هذه المحافظات في دوامة الفوضى سواء كان ذلك من خلال الإهمال الإداري والأمني المتعمد أو عبر رعايتها لممارسات قطع الطرق وتحصيل الجبايات من المواطنين أو تسهيل مهمة وصول المليشيات الإرهابية لبعثرة أوراق الحل السياسي والعسكري.
لم تفكر السلطات المحلية التابعة لتنظيم الإخوان في يوم من الأيام لوضع خطط مستقبلية للتعامل مع أزمات السيول التي يكون لها أثار سلبية كل عام وتعد أمراً متوقعًا يتطلب فقط الاستعداد الجيد لمواجهته، وكأنها تنتظر وقوع الكوارث لمعاقبة المواطنين وشغلهم عن مواجهة ممارسات الاحتلال الغاشمة بحقهم.
وقطعت السيول التي شهدتها مديرية المحفد بمحافظة أبين، الخط الدولي غرب المديرية، وسط تخوفات من استمرار تلك الأزمة، حيث هطلت أمطار غزيرة خلال الساعات الماضية على أودية رفض ووادي الكفاه، ما تسبب في تدفق السيول الجارفة بمنطقة ضيقة، ودعا مسافرون، الجهات المعنية إلى التدخل وإنهاء الأزمة، وبناء جسور لمساعدتهم على التنقل في ظل تدفق السيول.
وارتفع عدد ضحايا السيول في محافظة شبوة إلى سبعة بينهم ثلاث نساء وثلاث أطفال، وشاب، وسط تقلبات جوية حادة، وسط تتجاهل مليشيات الشرعية الإخوانية، معاناه المواطنين من إغلاق الطرق ونشر الحواجز.