إنسانية الإمارات تحاصر إرهاب الشرعية بالجنوب
رأي المشهد العربي
تعد الأدوار الإنسانية الفاعلة لدولة الإمارات العربية المتحدة في محافظات الجنوب سلاحا مهما في مواجهة حروب الخدمات التي تشنها الشرعية الإخوانية بحق الأبرياء، في ظل تجميد عمل حكومة المناصفة التي كان من المقرر أن تسد الفجوات التي تسببت فيها مليشيات الإخوان بجرائمها، مع توالي المؤامرات التي تنسجها المليشيات الإرهابية لإغراق الجنوب في الفوضى.
لا تقل الجهود الإنسانية والتنموية التي تقوم بها الهيئات الإغاثية الإماراتية (الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة الشيخ خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية) أهمية عن المشاركة الفاعلة للقوات المسلحة الإماراتية في عملية تحرير الجنوب، وتعد استكمالا للجهود الدبلوماسية والسياسية التي تستهدف الوصول إلى حل سياسي شامل، وذلك بعد أن وظفت الشرعية الإخوانية سيطرتها على مؤسسات الحكومة لتنفيذ مخططاتها الساعية لإطالة أمد الصراع.
التزمت دولة الإمارات، بتقديم 230 مليون دولار كدعم إضافي للمواطنين الأبرياء، قبيل مؤتمر المانحين الذي استضافته السويد في فبراير الماضي، وهو ما ساهم في تمويل البرامج الدولية التي تلبي الاحتياجات الطبية والغذائية والأمن الغذائي.
ووصلت إلى ميناء المكلا اليوم الأربعاء، قاطرة بحرية مُقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى محافظة حضرموت، وتحمل اسم "سويسكو سنتوسا"، 30 مترًا وبقوة سحب ودفع تصل إلى 25 طنًا، وتعمل على تقديم الخدمات الملاحية في ميناء المكلا، والمُساعدة في إرساء السفن بالأرصفة، إلى جانب تقديم خدمات القطر والإنقاذ في الحالات الطارئة.
تبرز فاعلية إنسانية الإمارات من خلال تعاملها مع أزمات الوقود المفتعلة من جانب الشرعية الإخوانية، ولا تتوقف عن إرسال الشحنات للمناطق التي تحاول مليشيات الإخوان إغراقها في الفوضى عبر إدخال المواطنين في دوامة انقطاعات الكهرباء والوقوف في طوابير طويلة أملا في الحصول على حاجتهم من الغاز المنزلي وغيره من الخدمات التي تدخل فيها المشتقات النفطية.
تعمل الشرعية الإخوانية على توظيف أزمات الوقود لتحقيق أكثر من هدف، إذ أن سيطرتها على أنابيب النفط في شبوة تستهدف دعم علاقتها بالمليشيات الحوثية عبر عمليات التهريب المستمرة، وفي حضرموت فإنها تقوم بتهريب النفط لمعاقبة أبناء المحافظة الصامدين في مواجهة جرائمها، ويختلف الوضع في سقطرى لأنها تسعى من خلال عملائها وعلى رأسهم المدعو أحمد العيسي، لإحداث أزمات خانقة لتأليب المواطنين على المجلس الانتقالي الجنوبي.
تساهم جهود الإمارات الإنسانية في حصار مؤامرات الشرعية الإخوانية الساعية لإعادة احتلال جزيرة سقطرى، إذ أن المشروعات التعليمية والصحية والتنموية تقوض محاولات مليشيات الإخوان لإيجاد ثغرة من الممكن النفاذ منها لتحويل الجزيرة الهادئة إلى قواعد عسكرية تخدم تركيا التي تبحث عن تواجد لمليشياتها الإرهابية بالقرب من قواعدها بمنطقة القرن الإفريقي وتحديدا في الصومال.
يتزامن ذلك مع إعلان لجنة التنمية بمحافظة أرخبيل سقطرى، اليوم الأربعاء، فتح باب التسجيل للعرس الجماعي الرابع، والذي تنظمه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، والذي من المقرر أن يشارك فيه 200 شاب وفتاة.
إن الجهود الإنسانية الإماراتية تحقق هدفا مهما يتمثل في سد الفجوات الاجتماعية التي تعمقها الشرعية الإخوانية من خلال تقويض أي محاولات لتحسين جودة الحياة المعيشية في الجنوب، لأن أعمال الخير التي تصل إلى الطبقات الفقيرة في مناطق مختلفة تساعدهم على الصمود في وجه صعوبات الحياة، وبالتالي فإنها تمنع محاولات استقطاب المواطنين بهدف دفعهم للقتال ضمن المليشيات الإرهابية التي قد تتوهم، خطأ، قدرتها على استغلالهم وابتزازهم بسبب حاجتهم للمال.