أيام الحسم.. مواقف أبناء الجنوب تحاصر الشرعية الإخوانية

الجمعة 30 يوليو 2021 00:03:00
أيام الحسم.. مواقف أبناء الجنوب تحاصر الشرعية الإخوانية

تتصاعد وتيرة تظاهرات أبناء الجنوب يوما تلو الآخر في معركة النضال الوطني لمحاصرة مخططات الشرعية الإخوانية وفضحها أمام العالم.

ودائما ما تتسلح التظاهرات السلمية الجنوبية بوعي الشعب بقضيته المقدسة في تحرير الأرض والعيش الكريم، مدفوعا بالدعم غير المحدود من المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس عيدروس الزُبيدي.

يحمل تزايد تظاهرات أبناء الجنوب بشكل واسع مؤخرا دلالات مهمة؛ أبرزها استفحال خطر الشرعية الإخوانية وإصرارها على تنفيذ المخطط الغاشم بانعقاد جلسات ما يسمى البرلمان اليمني في سيئون لشرعنة الاحتلال الإخواني في المناطق الجنوبية والتستر تحت العباءة السياسية كغطاء لتحركاتها بالتنسيق العسكري مع مليشيات الحوثي بعد سقوط الشمال بالسيناريو نفسه.

أما الدلالة الثانية، فهي وصول الغضب الشعبي في الجنوب إلى نقطة اللاعودة حتى استرجاع الحقوق المسلوبة، بعدما اشتد الحصار على آلاف الأبرياء جراء سياسات الشرعية الإخوانية التي ضربت العملة المحلية، وخلفت كوارث إنسانية ترقى إلى جرائم الحرب، وأغرقت المؤسسات في الفساد الإخواني.

أمام قوة بأس الحراك النضالي لأبناء الجنوب، ازداد تخبط الشرعية الإخوانية في دلالة أخرى على هشاشتها وضعف موقفها أمام العالم، فحركت مليشياتها المسلحة لحصار التظاهرات السلمية بالدبابات والمصفحات، ومارست الاعتقالات والتنكيل، مثلما حدث في مشاهد فض الاحتجاجات التي نظمها المجلس الانتقالي الجنوبي في منطقة عبدان مطلع الشهر الجاري، وهو ما قاد إلى انتفاضة شعبية أكثر صلابة بالمحافظة، إلى جانب اندلاع احتجاجات صاخبة في وادي حضرموت تزامنا مع ذكرى يوم الأرض الجنوبي.

عقول عناصر الشرعية الإخوانية المريضة والتي تكرر الأخطاء نفسها، صورت لها سهولة تمرير ما يسمى بالبرلمان اليمني في سيئون بمحافظة حضرموت، قبل أن تصطدم بتحركات قوية من المجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظة بإطلاق برنامج تصعيدي للمطالبة بحقوق أبناء المحافظة دون نقصان.

وتوافقت الهيئة التنفيذية للانتقالي في حضر موت مع أعضاء الجمعية الوطنية على تنظيم وقفة احتجاجية غدًا الجمعة، للتنديد باستفزازات الشرعية الإخوانية، ومحاولاتها شرعنة وجود البرلمان اليمني منتهي الولاية في مدينة سيئون، وأعلنت الحشد جماهيريًا لفعالية شعبية عصر السبت المقبل، في حي الشهيد خالد، يتبعها عصيان مدني شامل يوم الأحد.

ونددت بإرهاق المواطنين بالغلاء والارتفاع اليومي للأسعار، ودفع الكثيرين إلى مستوى العجز عن توفير الاحتياجات الأساسية للأسرة، ودعت أبناء المحافظة إلى التجاوب مع فعالياتها التصعيدية، لتمكينهم من عائدات ثروات المحافظة، ورفع الظلم والغلاء عنهم، وإيقاف الفساد.

وفي بيان لفضح جرائم الشرعية الإخوانية في حضرموت على مرأى ومسمع من العالم، أكدت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظة، أن شعب الجنوب يواجه صلفًا وتحديًا واستكبارًا سلطويًا من الشرعية الإخوانية وأدواتها في حضرموت.

تفاصيل بيان القيادة المحلية لانتقالي حضرموت نزلت كالصاعقة على عملاء تركيا وإيران في الجنوب، عندما أعلن أن بواخر النفط الإخوانية والحوثية تواصل سحب نفط حضرموت وتمخر بحر العرب محملة بآلاف الأطنان لتودع في بنوك خارجية باسم لصوص الثروة، بينما الشعب يعاني الفقر والضنك والجوع والمرض.

وشدد البيان على أن شعب الجنوب تحمل واقع المعاناة، الماثلة أمام أعين الجميع، معلنًا رفضه لرفع أسعار المشتقات النفطية في حضرموت، وحذر من تعدد وسائل استفزاز مشاعر شعب الجنوب من الاحتلال اليمني، ومنها زيارة البرلمان اليمني المنتهية ولايته، مضيفا أن غالبية أعضائه إما غيبهم الموت أو ملتحقين بمليشيا الحوثي الإرهابية.

ويرى مراقبون أن الشرعية الإخوانية لا تملك أي مبرر يذكر أمام العالم لانعقاد البرلمان المشبوه في سيئون، غير أن الأمر مرتبط بما تكنه من عداء لشعب الجنوب، والمحاولات المستمرة في استفزازه ما يزيد الأمور تعقيدا، ويخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، وبالتالي تقويض أي جهود للتحالف العربي في اتجاه العودة مجددا إلى طاولة اتفاق الرياض وتنفيذ أهدافه على أرض الواقع.