سياج من الفوضى يحيط بصنعاء لدعم الإرهاب الحوثي
تئن صنعاء من أوضاع مأساوية تسببت فيها المليشيات الحوثية في مجالات مختلفة إلى الدرجة التي أضحت فيها المحافظة محاطة بسياج من الفوضى التي لا تنتهي بما يضمن استمرار الإرهاب الحوثي وإطالة أمد الصراع، الأمر الذي ترتب عليه تدهور الأوضاع المعيشية والصحية والأمنية والسياسية وتحولت المحافظة إلى بؤرة فوضوية لا تتوقف فيها انتهاكات العناصر المدعومة من إيران.
على المستوى الصحي عادت حالات الإصابة بفيروس كورونا والالتهابات الرئوية الحادة للارتفاع مجددا في صنعاء على وجه التحديد ومناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية بوجه عام بعد انحسار نسبي وفق مصادر طبية عاملة.
وقالت المصادر لـ "المشهد العربي" إن حالات الإصابة بالتهابات رئوية حادة عادت للارتفاع مجددا، وإن المستشفيات الحكومية والخاصة تستقبل يوميًا العديد من الحالات المرضية التي تظهر عليها أعراض الفيروس التاجي في وقت تواصل مليشيا الحوثي فرض سياسة التعتيم على الوباء الخطير.
ولا تُجري العناصر المدعومة من إيران فحوصات للكشف عن الفيروس وهو ما يجعل هناك فوضى صحية في ظل عدم قدرة المؤسسات الصحية التفرقة بين الإصابة بحالات الالتهاب الرئوي والفيروس، الأمر الذي يساعد على انتشاره على نطاق واسع بين المواطنين والأطباء دون أن يكون هناك أرقام محددة للإصابات والوفيات.
وتمارس العناصر المدعومة من إيران إهمالاً متعمدا ينتج عنه زيادة الحوادث التي يتضرر منها المواطنين وقد يكونوا ضحايا لإهمالها، لعل أخرها ما شهدته صنعاء أمس السبت، حيث اندلع حريق هائل في 5 هناجر مواد غذائية تابعة لتاجر يُدعى الحبيشي في سعوان.
وتتواصل اندلاع الحرائق المروعة بمناطق سيطرة مليشيا الحوثي، في تأكيد على تراجع معايير السلامة، ووجود شبهات لأعمال تخريب مُتعمدة في إطار تصفية الحسابات، دون أن يكون هناك قدرة من جانب المليشيات على ضبط الأوضاع التي تبدو أنها خرجت عن السيطرة.
وتتزايد حوادث الاختطافات والاعتقالات التي تقوم بها العناصر المدعومة من إيران بحق شيوخ القبائل أو معارضيها في أماكن سيطرتها بوجه عام وفي صنعاء على وجه التحديد، حيث اقتحمت المليشيات الإرهابية، منزل شيخ قبلي جنوبي مدينة صنعاء، واقتادته إلى أحد سجونها.
وقالت مصادر لـ "المشهد العربي" إن مسلحين حوثيين اقتحموا أمس منزل حسين صوال، أحد مشائخ عنس بمحافظة ذمار واقتادته تحت حراسة مشددة إلى أحد سجونها، وذلك على إثر خلافات مع القيادي الحوثي محمد البخيتي المعين من المليشيا محافظا لذمار.
وقبل هذه الحادثة بنحو أسبوعين اختطفت مليشيات الحوثي المدعومة من إيران الشيخ القبلي "أحمد محمد عمران"، وهو أحد مشائخ مديرية عنس، ونقلته إلى سجن الأمن السياسي في صنعاء ومايزال معتقلا حتى اللحظة.
لا تتوقف عمليات الاختطاف على شيوخ القبائل فقط بل أن صراعات الأجنحة داخل العناصر المدعومة من إيران تسببت في دخول الأطراف المتعارضة في اشتباكات مسلحة على نطاق واسع وأسفرت عن وقوع عشرات القتلى والمصابين.
يمكن القول بأن المليشيات الحوثية تقصد عن عمد خلق حالة من الفوضى في صنعاء لأن ذلك يجعلها أكثر قدرة على إطالة أمد الصراع وتستهدف إغراق المواطنين في صراعات وأزمات ضيقة دون أن يكون لديهم الإمكانيات التي تساعدهم على مجابهتها، وذلك بعد أن حيدت الشرعية الإخوانية ودشنت معها تحالفات عديدة لمعاداة الجنوب.
تقود حالة الفوضى في صنعاء إلى أوضاع متردية للغاية في المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية لأنها تطبق إستراتيجية واحدة في كل المناطق التي تتواجد فيها وتقوم بالأساس على تفكيك البنية الداخلية لهذه المناطق وإشعال صراعات عديدة تكون نتيجتها تقوية قبضتها وإفشال أي محاولات شعبية للتعامل مع جرائمها الإرهابية بحقهم.