ديباجة متكررة تفضح التردد الأمريكي في إنهاء الحرب الحوثية
أنهى المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، جولة جديدة من المباحثات التي أجراها في المملكة العربية السعودية بشأن إمكانية التوصل إلى سلام لكن من دون تحقيق أي نتائج تذكر من الزيارة، ومن دون إحداث أي تطور جديد من الممكن أن يؤكد على أن هناك جدية أمريكية نحو الوصول إلى سلام شامل يُنهي الحرب الحوثية.
الملاحظ من خلال هذه الزيارة أن المبعوث الأممي استخدم ديباجات متكررة دائما ما يؤكد عليها من دون أن يكون موقف واضح وصريح لترجمة هذه المواقف على الأرض، فمثلاً أعاد المبعوث الأمريكي الخاص باليمن "التأكيد على إنهاء القتال في مأرب وجميع أنحاء اليمن، والذي يتسبب في زيادة معاناة المواطنين"، وهو أمر تؤكد عليه الولايات المتحدة منذ سنوات طويلة ويبدو تكرارها دليل دامغ على ترددها في إنهاء الحرب.
البيان الصادر المبعوث الأمريكي أشار أيضًا إلى أن تيم ليندركينغ "أعرب عن قلقه من استمرار الحوثيين في رفض الانخراط بشكل جدي في المحادثات السياسية ووقف إطلاق النار، وشدد على أن الأزمة الإنسانية الأليمة في البلاد لا يمكن عكسها إلا عبر اتفاق دائم بين الأطراف اليمنية".
وهو حديث متكرر لم يأت بأي جديد بل إن إقدام الولايات المتحدة في كل مرة على التعبير عن قلقها من تعنت الحوثي أعطي العناصر المدعومة من إيران الجرأة على التمادي في رفض السلام، لأنها أدركت أن الإدارة الأمريكية لن تحرك ساكنًا مهما استمرت في جرائمها ومهما توالت في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة باتجاه المواطنين والأعيان المدنية.
يركز المبعوث الأمريكي بشكل أساسي على أهمية تقديم المساعدات الإنسانية في حين أنها إما أنها لا تصل بالأساس إلى مستحقيها أو توظفها المليشيات الحوثية الإرهابية لإطالة أمد الصراع لأنها تستفيد منها، ولم تقدم الولايات المتحدة أي حلول فاعلة للتعامل مع سرقة المساعدات تحديدا فيما يتعلق بالسيارات التي تقدمها الأمم المتحدة للمساعدة في عمليات الإغاثة.
وفي المقابل فإن إدارة بايدن ألغت قرارها بتصنيف المليشيات الحوثية منظمة إرهابية بحجة إيصال المساعدات إلى المواطنين الأبرياء في مناطق سيطرتها دون أن تضغط على العناصر المدعومة من إيران للانخراط في السلام أو حتى تضغط عليها لإيصال المساعدات لمستحقيها.
تتحدث الولايات المتحدة بعبارات عامة بشأن إنهاء الحرب الحوثية ولا تدخل في تفاصيل الحل وتتجاهل أن هناك طرفا آخر في المعادلة يتسبب في إطالة أمد الصراع ويتمثل في الشرعية الإخوانية، بما يشي بأنها تصم آذانها وتُغمض أعينها عن حقيقة ما يجري على الأرض.
لعل ذلك ما عبرت عنه الخارجية الأمريكية في تغريدتها على موقع التواصل الاجتماعي "توتير" تعقيبًا على نتائج زيارة ليندركينغ والتي اكتفت بالقول بأن "السلام والتعافي لا يمكن تحقيقهما إلا إذا التزم الحوثيون بشكل نهائي بالمشاركة الهادفة في محادثات السلام، وأنه حان الوقت الآن للتوقف عن عرقلة التقدم بشأن مستقبل اليمن".