أدّى اليمين ونقضها.. رئيسي يصر على التدخل في اليمن وسوريا والعراق
اكتملت اليوم الخميس في طهران فصول عملية تسليم المدعو إبراهيم رئيسي رئاسة إيران، بعد فوزه في انتخابات وصفت بأنها أشبه بالمسرحية الهزلية، وذلك بأدائه اليمين أمام مجلس الشورى بعد أن حاز على موافقة مرشد إيران علي خامنئي.
المدعو رئيسي المتهم بالضلوع في عمليات إرهابية أودت بحياة آلاف المعارضين الإيرانيين لنظام الملالي حاول إخفاء وجهه الدموي في كلمته بعد أدائه اليمين بزعم دعمه ما سماه "الخطوات الدبلوماسية الهادفة الى رفع العقوبات الأمريكية عن بلاده"، لكنه في الوقت نفسه غازل المتشددين الإيرانيين المخدوعين في الشعارات الجوفاء بقوله: "إن سياسة الضغط والعقوبات لن تدفع الأمة الإيرانية إلى التراجع عن متابعة حقوقها القانونية".
وفي كلمات مقتضبة لا تمحو المخاوف العالمية من نوايا إيران الإرهابية التوسعية، زعم المدعو رئيسي سلمية برنامج بلاده النووي، الأمر الذي استقبلته أطراف إقليمية وعالمية بحذر وقلق شديدين، باعتباره امتداد لمسلسل الخداع الإيراني.
حاول المدعو رئيسي عبثا تجميل صورته المتشددة الإرهابية المعروفة عنه من قديم بإعلانه مدّ يده إلى دول الجوار والإقليم كأولوية في مقاربته بشأن السياسة الخارجية.
ولأن الطبع يغلب التطبع، تفوق المدعو رئيسي في كلمته على نفسه، وأظهر ما حاول إخفاءه، وهو يؤكد إصرار نظام إيران الإرهابي التوسعي الطائفي على التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية من خلال مليشياته وأذرعه الإرهابية التي يمدها بالمال والسلاح، لتنفيذ أجندته الإرهابية التوسعية.
عبّر المدعو رئيسي عن سياسة إيران التوسعية بعد أن غلفها بكلمات خادعة عن دور إيراني مزعوم في الدفاع عن حقوق الإنسان، والوقوف إلى جانب المستضعفين في أوروبا وإفريقا واليمن وسوريا وفلسطين والعراق.
ولا شك في أن هذه المزاعم والأكاذيب تندرج في إطار سياسة المراوغة والخداع الإيرانية، ذلك أن العالم يدرك أن إيران لا تعنيها حقوق الإنسان في أي مكان بالعالم، وإنما تمضي في تنفيذ أجندتها الإرهابية التوسعية الطائفية بعد أن زرعت لنفسها في كثير من البلاد العربية ملشيات وأذرعا إرهابية مزودة بأحدث الأسلحة المهربة إليها من إيران.
المراقبون ربطوا ادعاءات رئيسي الدفاع عن حقوق الإنسان، والوقوف إلى جانب المستضعفين ووجود عدد من قيادات البلاد التي ذكرها في كلمته بالصفوف الأولى لحفل أداء اليمين، خاصة قائد حركة حماس، المدعو إسماعيل هنية، الذي ظهر جالسا في الصف الأول، بجوار قيادي حركة الجهاد الإسلامي، المدعو زياد النخالة، ونائب الأمين العام لمليشيا حزب الله المدعو نعيم قاسم، وزعيم تيار الحكمة في العراق، المدعو عمار الحكيم.
كان المدعو رئيسي قد خصّ موفد مليشيا الحوثي الإرهابية الذراع الإيرانية الإرهابية في اليمن المدعو محمد عبدالسلام بلقاء أمس، دار خلاله حوار أقرب إلى المشاهد المسرحية الكوميدية، طمأن به المدعو عبدالسلام، سيده المدعو رئيسي على ما سماه التنمية في اليمن.
المضحك، وشر البلية ما يضحك، أن المدعو رئيسي صاحب التاريخ الدموي تحدث خلال اللقاء بعبثية وعنجهية وتكبر ظانا أنه يملي قراره على العالم، ويرسم مستقبل المنطقة، بينما هو في الحقيقة يملي إرادته على أذنابه وعملائه.
الغريب أن الطرفين تناسيا أن اليمن يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم بالقرن الحادي والعشرين، إلا أن حالة الانفصام عن الواقع تنذر بمزيد من الإجرام، طالما تراها إيران وأذنباها تنمية وازدهار.