ألاعيب الإخوان: خيانات باليمن.. وخداع في تونس.. ومراوغات بليبيا والجزائر

السبت 7 أغسطس 2021 15:49:34
 "ألاعيب الإخوان": خيانات باليمن.. وخداع في تونس.. ومراوغات بليبيا والجزائر

في خطوة متوقعة وأسلوب متكرر، تراجع رئيس حركة النهضة الإخوانية الإرهابية في تونس المدعو راشد الغنوشي عن تصريحات نارية سابقة هاجم فيها  قرارات الرئيس قيس سعيد التي أصدرها استجابة لمطالب شعبية، وصفها المدعو الغنوشي بمناهضة الدستور.

تراجع المدعو راشد الغنوشي كشف من جديد جانبا خطيرا في سلوك الجماعة الإرهابية القائم على الخداع من خلال تبني التناقضات والمراوغة والتلون، وغيرها من السلوكيات الانتهازية المعيبة التي تتبناها الجماعة الإرهابية من أجل مجاراة تطورات الوضع في البلاد، والحفاظ على ما حققته من مكاسب بطرق غير مشروعة.

في موقف مغاير تماما عن الذي زعمه المدعو الغنوشي بعد قرارات رئاسية تونسية قضت بتجميد البرلمان، ورفع الحصانة عن أعضائه، وإعفاء رئيس الحكومة، وصف تلك الإجراءات بأنها "فرصة متاحة أمام الإصلاح".

الحقيقة أن وراء تراجع المدعو الغنوشي ـ الذي سبق أن هدد باللجوء إلى العنف المسلح بسبب قرارات الرئيس قيس سعيد التي وقعت كالصدمة على جماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها في تونس ـ محاولة للخديعة والمراوغة، وكسب الوقت، واستعادة التوازن المفقود،  بعد أن سحبت القرارات البساط من الذراع السياسية للجماعة الإرهابية حركة النهضة، المسيطرة على مجلس النواب والحكومة، حيث جاءت القرارات استجابة لمطالب الشعب بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بالبلاد.

عكس تراجع المدعو راشد الغنوشي رئيس البرلمان المجمد عن تصريحاته العنيفة محاولة الحركة الإخوانية الإرهابية التموضع من جديد في المشهد التونسي، على الرغم من الرفض الشعبي لاستمرارها، بعد مسؤوليتها طيلة سنوات مضت عن الانهيار الاقتصادي، وعدم الاستقرار الأمني والسياسي.

تناقضات المدعو الغنوشي وخداع حركته الإخوانية الإرهابية لم تقف عند هذا الحد، بل استمرت بالحديث عن الديمقراطية، فبعد أن رفض بشكل صريح وهاجم بحدة وعنف القرارات الرئاسية  الدستورية، عاد لينقض موقفه بالدعوة إلى تحويل الإجراءات الجديدة إلى مرحلة من مراحل التحول الديمقراطي.

أسلوب الخداع الإخواني، ومحاولة الجماعة الإرهابية تضليل الشعب عبر إطلاق مجموعة من الأكاذيب للعودة إلى المشهد، تقاومه قوى تونسية بمجموعة من التحركات أبرزها ما دعا إليه الحزب الدستوري الحر لتبني إجراءات صارمة ضد الجماعة الإرهابية وحلفائها في الداخل، بإغلاق الجمعيات والمقار التابعة لحركة النهضة، فضلا عن تصنيفها على قوائم الجماعات الإرهابية.

لم تر الجماعة الإرهابية في تونس أي حرج من تبني الشيء ونقيضه خلال أيام معدودات، مستخدمة أساليب المراوغة والابتزاز التي تبنتها في عدد من الدول العربية، وتحديدًا اليمن وليبيا والجزائر.

الأمر مع إخوان اليمن يبدو شديد التطابق في سلوك التنظيم الإخواني الإرهابي، فقد تخلت الجماعة الإرهابية عبر "الشرعية الإخوانية" عن وعودها بمحاربة ثلاثي الشر: إيران وتركيا وقطر، وأصبحت تساند في الخفاء مشاريع إيران وحلفائها الحوثيين الإرهابيين إلى درجة تسليمهم المواقع العسكرية بعتادها وآلاتها وأسلحتها في خيانة عظمى لا تخطئها عين.

لم يتوقف خداع إخوان اليمن عند هذا الحد، فقد تفانت الشرعية الإخوانية في خدمة أغراض الحوثيين الإرهابيين المدعومين من إيران من خلال صفقات إطلاق الأسرى ولا نقول تبادل الأسرى.

أما مكاسب الشرعية الإخوانية من وراء تلك الخيانات فتقتصر على حراسة الحوثيين ممتلكاتهم وثرواتهم التي نهبوها من أصحابها، والتي تقع في مناطق يهيمن عليها الحوثيون. والأمر بالنسبة إلى موقف إخوان اليمن من مخططات تركيا وقطر ليس ببعيد عن خياناتها التي أصبحت سلوكا معتادا في كل المجالات.  

وفي الحالة الليبية، استخدمت الجماعة أسلوب الخداع وتبني الشيء ونقيضه من أجل أن تحقق مصالحها، فبعد أن كانت أول المطالبين بعقد الانتخابات في وقت سابق، تحولت الآن إلى رافضة لها، كون نتائج الاستحقاق ستؤثر على نشاطها داخل البلاد.

وبين المعارضة الوهمية، ومغازلة السلطة، انتهج إخوان الجزائر أسلوب المراوغة والتضليل، حيث تعالت أصوات تابعة للجماعة الإرهابية مسجلة استنكارها طريقة إدارة البلاد من جانب الرئيس عبد المجيد تبون، قبل أن تغير جلدها سريعًا بعد لقائهم به، لتخرج وتشيد بتحركاته الرشيدة في حكم البلاد.