تذاكر محافظ عدن لم تصل حتى اليوم .. القهر في منزل الأسطورة سعيد دعالة
كتب / خالد هيثم
عصر أمس حادثي شخص عزيز ، بمكالمة تلفونية ، وطالبني بالنظر الى وضعية النجم الكبير سعيد دعالة ، الذي زاره الكثيرون ـ ووعدوه بالشيء الذي يساعده بالسفر للعلاج خارج حدود الوطن ، ولعل ابرزهم القائم بمحافظ عدن احمد سالمين ..
لكن بكل اسف مرت الأيام والاسرة المغلوبة على امرها تنتظر تنفيذ الوعود ، التي تحدث عنها الاعلام وبهرجها وكانها قد وضعت أمام النجم الكبير المريض ، ليحزم امتعته ويسافر لعل الله يمنحه الشفاء ويعود لحياته وناسه وشريكة حياته. عصر الاحد ترجمت رغبة الصديق العزيز ، وكنت برفقة الكابتن جمال ثابت ، نطرق منزل الكابتن سعيد دعالة ، فكانت الصدمة بما راته عيناي في حالة الرجل الذي نال منه المرض واتعبه وتركه الجميع يكتب عناوين القهر في كل جزء في منزله وفي عينيه التي تحبس الدمع خوفا على كبرياء الرجل الذي قدم للوطن كل شيء ولم يقدم له الوطن شيء ، لأن أخلاق الساسة ومبادئ الزمالة والصداقة أصبحت من الماضي. قبل شهرين حط محافظ عدن بالانابة ، أحمد سالمين رحالة في منزل الأسطورة المريض وبرفقته الوكيل محمد شاذلي ..
ويومها كان الجميع يظن ان الرجل على بعد أيام قليلة من السفر لتلقي العلاج .. لكن بكل اسف مرت الايام واقتربنا من الشهرين ، وتذاكر المحافظ والمبلغ المنتظر أن يكون معها مازال حبيس الورق والروتين الذي يسقط أمام البعض .. لكن حينما يكون الأمر للدعالة ومن يشبهه يظل من الظروريات . اقسم بالله العظيم .. بأن حديثنا مع الدعالة ثم شريكة حياته .. قد أبكانا وأسقط دمعات أعيينا لأن القهر كان الصوت المسموع في تلك اللحظة .. معاناة الرجل مع المرض وظرفه الصعب مع الأدوية وجرعاتها ومتطلبات الحياة .. أسقطت ما تبقى له .. لهذا أنا أقول بانها وصمة عار في جبين الوطن وكل من يعرف الدعالة ويرتضي ان يكون بعيد عن معاناة هذا الرجل الكبير الذي اعطى كل شيء وهاهو اليوم يفتقد كل شيء, رسالتي للمحافظ احمد سالمين .. في وضعية الدعالة كان يفترض ان تتناسى الروتين في التعامل ، وكان عليك ان تمنح الامر اهمية قصوى بصرف ما يستحقه الدعالة بصورة عاجلة واستثنائية ، مثلما يحصل للكثيرون حتى من الصعاليك الذي يذهبون الى القاهرة والدول العربية وكانهم في رحلة للبريقة وربما..
ودعني اقول لك أن لو كان الفقيد “سالمين” حي وزار “الدعالة: لباع مالديه كي يوفي بأحقية هذا النجم الكبير في وطنه. أنا لن اطيل في رص السطور للحديث عن الدعالة .. فقد كتب الكثيرون .. لكن علينا في أواخر هذه السطور بأن نقر بأننا كلنا مقصرين .. وأن الزيارات التي قام بها أصحاب القرار كانت مجرد بهرجة لم تمنح الرجل شيء .. فلكم أن تعلموا أيها الأحبة .. بأن ما يحتاجه الدعالة من الصيدلية لتخفيف اوجاعه .. تجد اسرته صعوبة بالغة في الحصول عليه .. وتدرون لماذا لأن الجميع أدار ظهره واكتفينا بالإعجاب في الفيس بوك أو بكتابة كم سطر في الجروبات .. أما مواقف الرجال فقد غابت وهذا ما لاحظته في دمعات الدعالة وزوجته وحديثها الموجع معي. رسالة للضمائر الحية .. هناك حالة قهر تزلزل منزل الاسطورة سعيد دعالة عنوانا دموع حبست أمام تجلي الكبرياء.. فماذا نحن فاعلون؟!!