في الذكرى الأولى لوفاته.. سمير الإسكندراني الفنان الذي حير الموساد

الجمعة 13 أغسطس 2021 16:12:37
في الذكرى الأولى لوفاته.. سمير الإسكندراني الفنان الذي حير الموساد

يحل اليوم الجمعة 13 أغسطس الذكري الأولى لرحيل الفنان المصري الكبير سمير الإسكنراني، الذي ذاع صيته في العالم أجمع ليس لجمال أغانيه وعذوبة صوته فقط، بل لكونه واحد من أشهر الجواسيس التي حيرت الموساد، وألحقت بهم خسائر كبيرة.

سمير الإسكندراني من مواليد 8 فبراير 1938 في حي الغورية العريق بالقاهرة، والده كان يعمل تاجرًا للأثاث إلا أنه كان محبًا للفن، فنشأ "الإسكندراني" مهتمًا بالفن وما ساعده على ذلك وجود أصدقاء مقربين له من كبار الشعراء والملحنين، مثل:"أحمد رامي، وزكريا أحمد".

الإسكندراني درس في كلية الفنون الجميلة وتعلم اللغة الإيطالية، فدعاه مستشار إيطاليا في مصر بذلك الوقت للسفر لمدينة بيروجيا الإيطالية لاستكمال دراسته، وبالفعل سافر لهناك عام 1958 ودرس الرسم وعمل هناك بالموسيقى، حيث كان يغني بحفلات الجامعة وبالسهرات الفنية المختلفة.

أثناء وجوده في إيطاليا التقى "الإسكندراني" بشاب أدعى أنه مصري من جذور يهودية، ومن هنا بدأت رحلة النجم المصري مع عالم الجاسوسية والمخابرات.

حاول عملاء الموساد الذين كانوا يتواجدون بكثرة في إيطاليا بذلك الوقت الإيقاع بسمير لكونة شابًا مثقفًا يجيد الرسم والغناء ويتحدث 5 لغات، فتقرب الشاب الذي يُدعى "سليم" - بحسب تصريحات سابقة للإسكندراني- منه، لكان سرعان ما شك سمير في الأمر، وبدأ يجاريه حتى يعرف حقيقة شخصيته وأهدافه.

بدأ الإسكندراني في خداع "سليم" وإخباره أن له جذور يهودية هو الآخر، وأنه ساخط على الوضع السياسي والاجتماعي بمصر، ومن ثم أطمئن له سليم وعرض عليه العمل معه في التجسس بمقابل مادي كبير، فوافق الإسكندراني وبدأ في التدرب على الحبر السري، وبعض أجهزة التجسس الهامة، ورسم الكباري والمواقع العسكرية، واتفقا على أن يتطوع سمير في الجيش عند عودته لمصر.


قبل عودة سمير لمصر بعث رسالة سرية لشقيقه يخبره فيها بما جري ويطلب منه التكتم والوصول للمخابرات العامة المصرية لطلب المساعدة، وعند وصول الإسكندراني للقاهرة رفض مقابلة أي شخص سوى الرئيس جمال عبد الناصر شخصيًا، وبالفعل قابل الرئيس المصري الذي أهتم شخصيًا بالموضوع، واتفقا على أن يظل الإسكندراني يلعب دور الجاسوس؛ حتى تتمكن المخابرات المصرية من كشف خطط الموساد وشبكتها المجندة في الأراضي المصرية.

بعد تلك المقابلة بدأ سمير صفحة جديدة من حياته، حيث بدأ العمل في الغناء الذي أحبه منذ صغره جنبًا إلى جنب مع عمله السري الآخر، ليكون غطاء له، وحتى لا يشك أحد بتحركاته وسفره داخل وخارج مصر.

قدم وقتها الإسكندراني أغاني :" t'amo e t'amero، أحبك الآن وسأحبك غدًا، اه يا جميل يا اللي ناسيني، يا نخلتين في العلالي، قدك المياس، نويت أسيبك، قمر له ليالي، يا صلاة الزين، طالعة من بيت أبوها، وغيرها".

سمير استطاع وقتها أن يحقق شهر كبيرة بين الجماهير المصرية؛ نظرًا لعذوبة صوته وغنائه المتميز عن جيله، حيث قدم مواضيع جديدة وألحان وكلمات متميزة لم يقدمها أحدًا من قبل، كما اشتهر في أوروبا بسبب غنائه بعدة لغات مثل الفرنسية والإيطالية والإنجليزية، وقيامه بإحياء عدد من الحفلات خارج مصر.

خلال هذا الوقت تمكن الإسكندراني من كشف عدد من الخطط التجسسية داخل مصر، منها محاولة اغتيال المشير عبد الحكيم عامر ودس سم طويل الأمد للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وبعد فترة تزيد عن العام والنصف تمكنت المخابرات المصرية عن طريقه من رصد مكان اتصال الجاسوس الهولندى مويس جود سوارد به، وتم القبض عليه وكشف أعضاء شبكة تجسسية كاملة داخل مصر.

ودعاه الرئيس جمال عبد الناصر، ليكافئه على نجاحه فى تلك العملية، وأطلقوا عليه فى جهازى المخابرات المصرى والإسرائيلى "لقب الثعلب" بعدما تسبب فى استقالة مدير المخابرات الإسرائيلية "هرطابي".

قدم سمير بعد ذلك العديد من الأغاني الوطنية، مثل:" Take me back to Cairo، النيل الفضي، يا رب بلدي وحبايبي، ابن مصر، وبنعاهدك يا غالية، الغالية بلدي، في حب مصر، وغيرها".

سمير الإسكندراني قدم في سنواته الأخيرة أوبريت "تسلم الأيادي"، كما أعاد غناء أغنيته الشهيرة "اللي عاش حبك يعلم" في حملة دعائية مع النجمان كريم عبد العزيز وأحمد عز.

وفي مساء الخميس 13 أغسطس 2020، توفى سمير الإسكندراني عن عمر يناهز 82 عامًا، بعد صراع مع المرض بمستشفى النزهة.