صراع العصابات الإخوانية يمزق جسد الشرعية
رأي المشهد العربي
تزايدت وتيرة الاشتباكات المسلحة بين العناصر الإرهابية التابعة للشرعية الإخوانية، آخرها وأبرزها ما شهدته محافظة تعز خلال الأيام الماضية التي تمددت فيها الصراعات بين العصابات التي دائما ما استخدمتها الشرعية لارتكاب انتهاكات وجرائم ضد المواطنين المعارضين لها بالمحافظة.
وترتكب العصابات التي يقودها جنرال الإرهاب علي محسن الأحمر - بدعم منه وتحت إشرافه - جرائمها، حيث وجدت المجموعات المسلحة نفسها أمام بيئة فوضوية تستطيع من خلالها أن توسع نفوذها من دون حسيب أو رقيب، ما جعلها تدخل في نزاعات مسلحة لاستغلال حالة التفكك التي أضحت مهيمنة على الشرعية الإخوانية.
واندلعت اشتباكات واسعة النطاق في محافظة تعز بين عصابتين يقودهما المدعوان ماجد الأعرج القيادي في اللواء 170 التابع للمليشيا الإخوانية، وعصام الحرق مدير قسم بير باشا لنزاع على أرض في منطقة بير باشا، انتهى بمصرعهما قبل أن يعود إلى الاشتعال بأعمال انتقامية من عصابة الأعرج استهدفت أسرة الحرق وهو ما حوَل شوارع المحافظة إلى حلبة صراع يغطيها الدماء دون رغبة من الشرعية الإخوانية لتطويقها.
لم تكن هذه المرة الأولى التي تشهد فيها محافظة تعز اشتباكات واسعة بين عصابات تعمل تحت لواء الشرعية الإخوانية لكن النزاعات المسلحة تكررت مؤخرا في محافظة حضرموت التي شهدت مطلع الشهر الجاري اشتباكات بين حراسة وزير الداخلية اليمني المدعو إبراهيم حيدان وحراسة أحد قيادات المنطقة العسكرية الأولى، وقبلها في محافظة شبوة التي اندلعت اشتباكات بين عناصر بنقطة الضلعة التابعة لمحور عتق، وطقمين تابعين للمدعو مهران القباطي قائد اللواء الرابع حرس التابع لمليشيا الإخوان.
هناك جملة من الأسباب التي تؤدي لهذا الاقتتال على رأسها الفشل المتلاحق للشرعية في جبهات عديدة، إذ أنها لم تقاتل بالأساس على جبهات الشمال وعمدت على تفريغها والزج بالعناصر الإرهابية التابعة لها إلى محافظات الجنوب، غير أنها اصطدمت بالقوات المسلحة الجنوبية ووجدت صعوبة في مواجهتها عسكريًا بصورة مباشرة، ولجأت للاختباء في ظلال التنظيمات الإرهابية، وتوجيه سلاحها إلى أبناء الجنوب كبديل لخسائرها.
دعمت الشرعية الجرائم والانتهاكات التي قامت بها مليشياتها المسلحة بحق المواطنين الأبرياء، وبدا ذلك بمثابة استراتيجية عامة لها لخلق بؤر فوضى عديدة تساعدها على تحقيق نجاحات عسكرية على الجبهات، وأدركت العصابات المسلحة أن نفوذها لن يكون عبر وجودها على جبهات الشمال التي أضحى أغلبها تحت سيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية، لكن من خلال السيطرة على الأموال والأراضي والغنائم التي تحصدها عبر انتهاكاتها.
يبقى العامل المشترك في الاقتتال الدائر بين صفوف الشرعية هو أن هناك مجموعات منفلتة تسعى للحصول على أكبر قدر من المكاسب في ظل إدراكها أن هناك حالة من التفكك الداخلي يسيطر على الشرعية، وبالتالي فهي تبحث عن مكاسب داخلية تجعلها أكبر قدرة على الحضور في المستقبل، لكن ذلك يؤكد أن عقد الشرعية ينفرط، في ظل غياب قدرتها على ضبط مسلحيها الإخوان.