صاحبة البهجة.. شويكار من الإسكندرية لنجمة المسرح الأولى

السبت 14 أغسطس 2021 16:06:11
صاحبة البهجة.. شويكار من الإسكندرية لنجمة المسرح الأولى

تحل اليوم السبت 14 أغسطس الذكرى الأولى لرحيل النجمة المصرية الكبيرة شويكار، تاركة ورائها إرثًا فنيًا كبيرًا من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والدرامية، فمن كان يظن أن تلك الفتاة الجميلة صاحبة النشأة العسكرية ستصبح واحدة من أهم نجمات العصر الذهبي للسينما المصرية؟

شويكار إبراهيم طوب صقال، من مواليد الإسكندرية 4 نوفمبر 1938 لأب مصري الجنسية تركي الأصل وأم شركسية، كان والدها وجدها ضباطًا في الجيش، ورغم نشأتها العسكرية الصارمة إلأ أنها أحبت الفن والمسرح وشجعتها على ذلك والدتها التي كانت ترافقها لمواقع التصوير.

رغم حب شويكار للفن، إلا أن بدايتها فيه جاءت بالصدفة، حيث رأها المخرج الكبير فطين عبد الوهاب في نادي سبورتنج بالإسكندرية ورشحها للعمل في المسرح مع المخرج حسن رضا، وتلقت دروس التمثيل يد الفنان الكبير عبد الوارث عسر ومحمد توفيق، وكانت وقتها تدرس بكلية الآداب قسم اللغة الفرنسية.

بداية شويكار الفنية كانت عام 1960 من خلال دور صغير بفيلم "حبي الوحي" مع المخرج كمال الشيخ، ثم ظهرت بعدها بفيلم "غرام الأسياد" للمخرج رمسيس نجيب مع النجمين أحمد مظهر وعمر الشريف.

شاركت بعدها في أدوار بسيطة، بأفلام:"الضوء الخافت، دنيا البنات، الزوجة 13، من غير أمل، عروس النيل، طريق الشيطان، وغيرها".

بدايتها الحقيقية جاءت عندما التقت بالفنان الكبير عبد المنعم مدبولي، الذي رشحها لبطولة مسرحية "أنا وهو وهي"، ومن ثم تغير حياتها بالكامل بعدما التقت بـ "المهندس".

رأي فؤاد المهندس شويكار فأعجب بجمالها وخفة ظلها، واختلافها الذي تميزت به عن باقي نجمات جيلها، فتزوجها وقدما معًا أفلام :"أنا وهو وهي، هارب من الزواج، اعترافات زوج، اقتلني من فضلك، غرام في أغسطس، إجازة بالعافية، الراجل ده هيجنني، أخطر رجل في العالم، إجازة غرام، مطارة غرامية، مراتي مجنونة مجنونة مجنونة، شنبو في المصيدة، المليونير الزيف، أرض النفاق، العتبة جزاز، عريس بنت الوزير، سفاح النساء، ربع دستة أشرار، أنت اللي قتلت بابايا، وغيرها".


ثنائية شويكار وفؤاد لم تكن سينمائية فقط، بل قدما معًا عدة مسرحيات شهيرة كـ :"السكرتير الفني، أنا فين وأنت فين، سيدتي الجميلة، حواء الساعة 12، أنا وهي وسموه"، وأُطلق على شويكار وقتها سيدة المسرح ونجمة المسرح الأولى؛ نظرًا لخفة دمها وحضورها الطاغي على خشبة المسرح، حيث كان الجمهور يتفاعل بشكل تلقائي مع حركاتها وإفيهاتها العفوية.

سر نجاح شويكار كان في اختلافها، فهي كان نجمة شاملة تغني وترقص وتطلق النكات ببراعة، لها حضور طاغي ومختلف، وقدمت أنواع عديدة من الأدوار، فجسد الشخصية الارستقراطية، وبنت البلد، والفتاة الريفية البسيطة، والسيدة اللعوب، حتى الأدوار الشريرة لعبتها، ولم تخف من كره الجمهور لثقتها في موهبتها الكبيرة.

في السبعينيات بدأت شويكار مرحلة جديدة من حياتها، فاختارت البعد عن الكوميديا وقدمت أفلام درامية هامة، مثل:"الأخوة الأعداء، النداهة، الكرنك، الكداب، الجبان والحب، دائرة الانتقام، سنة أولى حب، من أجل الحياة، فتاة تبحث عن الحب، دعاء المظلومين، طائر الليل الحزين، السقا مات، جنس ناعم، وغيرها".

عادت بعدها شويكار للعمل مع المهندس، فقدما مسرحتي:"إنها حقًا عائلة محترمة، وسك على بناتك"، وبعد زواج دام 20 عامًا انفصلا في هدوء.

في الثمانينيات والتسعينيات، تميز أداء شويكار بالنضوج الفني، وقدمت شخصيات مختلفة في أفلام :"القرش، الخبز المر، درب الهوى، العربجي، أرزاق يا دنيا، ممنوع للطلبة بيت القاضي، الموظفون في الأرض، الكماشة، زمن الممنوع، اغتيال مدرسة، كشف المستور، أمريكا شيكا بيكا".

رحلة شويكار مع المسلسلات بدأت في أواخر التسعينيات وبداية الألفينيات، فشاركت في أعمال:"ترويض الشرسة، يوم عسل يوم بصل، هوانم جاردن سيتي، امرأة من زمن الحب، أحزان مريم".

أعاد المخرج خالد يوسف، شويكار من عزلتها الفنية، وقدمها من خلال فيلم "كلمني شكرًا 2010"، بعدها بعامين شاركت في مسلسل "سر علني" مع النجمة غادة عادل، وعادت بعدها في الاختفاء مرة أخرى.

رغم اختفاء شويكار عن الأعمال الفنية، إلا أنها كانت متابعة جيدة لمستجدات السينما المصرية والعربية، وبعكس نجمات كثيرات كانت شويكار تدعم المواهب الشابة وترى أنهم مستقبل وأمل الفن المصري والعربي، والتطور الطبيعي للعصر الحالي.

شويكار قدمت خلال مسيرتها أكثر من 170 عملًا فنيًا متنوعًا، ورحلت عن عالمنا في هدوء يوم 14 أغسطس عام 2020.