عودة الأفعى.. الإرهابي الأحمر يحاول التسلل لصفوف الشباب
رأي المشهد العربي
لا تتعجب أبدا إذا صادفك من قيادات الشرعية الإخوانية مواقف أو مزاعم لا يصدقها عاقل، ولا ترد على بال إنسان طبيعي، أو أقوال تتناقض تماما مع ما اشتهروا به من أعمال وخصال، فمرجع ذلك كله إلى نقصٍ في سياساتهم الملتوية يحاولون تكميله أو تجميله بـأكاذيب مكشوفة، وبطولات واهية، وادعاءات ساقطة لا تنطلي على أحد.
تفاجأ كثيرون بجنرال الإرهاب المدعو علي محسن الأحمر "يلهث" كعادته بكل ما أوتي من مكر ودهاء، و"يُزاحم" بكل ما اكتنز مع الأيام من خبث وتلوّن؛ ليغتصب لنفسه مكانا، ولو بالخداع والمراوغة، في صفوف المحتفين بالشباب في يومهم العالمي، بعد أن تجاهله الجميع، فأصبح غريبا حتى على نفسه.
المفاجأة، أو بالأحرى المراوغة والخديعة، التي اقترفها الأحمر بغير قصد طيب، كشفت بجلاء عن وجه لم يعرف من قبل حمرة الخجل، بل تجمد، فلم يعد الناظرون إليه يدركون كنهه، أو يعرفون أين تكون وجهته، أو يقفون على شيء مما وراء ذلك الغلاف الكريه الذي أصبح يغطي ملامحه، فضلا عن مشاعره الحاقدة، وأحاسيسه البليدة.
المفاجأة عبارة عن تغريدة للإرهابي الأحمر على حسابه بموقع "تويتر" يصر من خلالها على "المشي في جنازة منْ قتلهم" من شباب اليمن الذين زجّ بهم في أتون الحرب المشتعلة، ثم تركهم وحدهم غير آمنين على أنفسهم، وفرّ هاربا بنفسه خائفا مذعورا متخفيا في عباءة امرأة، وليس محتميا بسلاحه فخورا بعسكريته كما يفعل الأبطال.
خانه ذكاؤه في كل جملة كتبها لمجرد أن يسجل لنفسه حضورا في يوم الشباب. اعترف بأن البلاد "تمر بمرحلة عصيبةٍ وصعبة".. ولا يخفى أن هذه "المرحلة العصيبة" نتيجة حتمية لما اقترفته أيدي تنظيماته الإرهابية التي زادت جرائمها برعايته، وتفاقمت مخاطرها وكوارثها بتوجيهاته، واستهدفت الجنوب بعد أن أفسح لها الطريق، لتعود إلى المدن التي طردت منها من قبل.
لم يكن الإرهابي الأحمر يقدر على ادعاء غير ذلك؛ بعد أن خان وأمثاله الأمانة، وباعوا وطنهم، وتحالفوا مع مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، وسلموها مواقعهم العسكرية، وتركوا لها أسلحتهم، في مشاهد مُذلة يأباها كل من ذاق شرف الانتماء العسكري، وأقسم على "ألا يترك سلاحه قط حتى يذوق الموت".
تركوا مواقعهم وأسلحتهم ولاذوا بالمصالح الخاصة، والأغراض الأنانية بعد أن تعهد الحوثيون بتسديد مقابل الخيانة في صورة حماية لممتلكاتهم بالأماكن الخاضعة لهيمنهتم.
حاول خداع الشباب فوصفهم بأنهم "يحملون همّ أمن اليمن واستقراره أكثر من غيرهم".. هذه مداهنة مفضوحة لأنه لا يملك شجاعة الاعتراف بأن "غيرهم" تعني سكان الفنادق الذين تفرغوا لجني الثروات، ونهب المقدرات، والعبث بالحاضر والمستقبل.. هذه مداهنة مفضوحة للشباب الذين زج بهم في أتون المعارك، فقتلهم بلا ذنب، وأصر على المشي في جنازاتهم بتغريدة فارغة من أي مضمون.
أما أعجب الأكاذيب فزعم الإرهابي الأحمر في تغريدته أن الشباب منتشرون "في جبهات الجمهورية".. والسؤال: أين هم هؤلاء الشباب؟ وأين هي هذه الجبهات التي يتحدث عنها الإرهابي الأحمر بعد أن باعت الشرعية الإخوانية كل شيء بثمن بخس؟
الإجابة بالطبع: ابحث عن الجبهات المزعومة، فلن تجدها إلا في خياله الإرهابي المريض وحده.