هل تنقلب فوضى تعز لثورة غضب عارمة ضد الشرعية؟

الاثنين 16 أغسطس 2021 21:45:00
هل تنقلب فوضى تعز لثورة غضب عارمة ضد الشرعية؟

على مدار السنوات الماضية زرعت الشرعية أشواك الفوضى في محافظة تعز، وذلك ضمن مساعيها لضمان سيطرة مليشياتها على المحافظة التي تتعايش فيها مع المليشيات الحوثية الإرهابية، غير أن الفوضى قد تنقلب ضدها لتتحول إلى ثورة غضب عارمة على إثر المجزرة التي ارتكبتها مليشياتها بحق أسرة المدعو عصام الحرق.

قصدت الشرعية تحويل تعز إلى غابة كبيرة يتحكم فيها السلاح فقط وأفسحت المجال أمام مليشياتها الإرهابية للانتشار على نطاق واسع داخلها ومنحتها كافة الصلاحيات التي تقوم بموجبها بارتكاب جرائم ضد المدنيين العزل دون أن تتدخل لوقفها، وهدفت إلى ترهيب المواطنين لتحصين نفسها من أي معارضة متوقعة لممارساتها الإرهابية، إضافة إلى أنها خلقت بؤرة فوضوية تجعل المحافظة خاضعة لسيطرة مليشياتها أطول فترة ممكنة.

على مدار السنوات الماضية لم تتوقف عمليات القتل والتعذيب والسرقة والسطو المسلح، وتحولت الميادين الكبرى داخل المحافظة إلى ساحات دماء جراء الجرائم المرتكبة بشكل مستمر، وفي الوقت ذاته فإنها مهدت الطريق أمام العناصر المدعومة من إيران لممارسة جرائمها الإرهابية بحق المواطنين أيضًا، وأضحت الضربات توجه للأبرياء من اتجاهات مختلفة تنفيذا لمخططات إقليمية معادية تستهدف إطالة أمد الصراع.

قبل اندلاع الحادث الأخير الذي تحول من مشاجرة بين عصابتين يقودهما المدعوان ماجد الأعرج القيادي في اللواء 170 التابع للمليشيا الإخوانية، وعصام الحرق مدير قسم بير باشا لنزاع على أرض في منطقة بير باشا، انتهى بمصرعهما إلى مجزرة راح ضحيتها عدد من أفراد أسرة آل الحرق، كانت البيئة ممهدة للاشتعال مع توالي الاشتباكات التي تعددت بين عصابات محسوبة على الشرعية الإخوانية.

غير أن اتساع رقعة الاشتباكات وما ترتب عليها من خروج مسيرات احتجاجات متكررة ضد الشرعية الإخوانية يشي بأن الفوضى التي بحثت عنها الشرعية قد تنقلب ضدها لأنها قابلة لأن تتحول إلى ثورة غضب عارمة، في ظل استمرار الانتهاكات التي تمارسها مليشياتها بحق المواطنين وتزايد وتيرة وأشكال التنسيق بينها وبين المليشيات الحوثية الإرهابية.

واندلعت مظاهرات شعبية أمس الأحد، في محافظة تعز، احتجاجاً على جرائم مليشيات الشرعية الإخوانية وانتهاكات عصاباتها، وخرجت مسيرة – بدعوة من ناشطين حقوقيين - من أمام منزل أسرة عصام الحرق التي أبادتها عصابة يتزعمها الإخواني المدعو ماجد الأعرج القيادي في مليشيات الشرعية الإخوانية، لنهب أرضها.

وانطلقت مسيرة ثانية من أمام منزل أسرة الضحايا للمطالبة بسرعة إلقاء القبض على القتلة، ومحاكمة القيادات الأمنية والعسكرية المتورطة في الجريمة المروعة، والتي نتجت عن ملاحقة عصابة الإخواني المدعو ماجد الأعرج، عقب مقتله، أسرة الحرق، للانتقام منها، وقتلت عددًا من رجالها، وشردت النساء والأطفال وتعقبت الجرحى في المستشفيات.

وشهد محيط منزل أسرة عصام الحرق، الذي لقي مصرعه على أيدي عصابة يتزعمها القيادي في المليشيا الإخوانية، القتيل المدعو ماجد الأعرج، وقفة احتجاجية نسوية، تنديدا بالجريمة الشنعاء بحق الأسرة. وطالبت المحتجات بالقصاص لقتلى أسرة عصام الحرق بعد إبادتها ذكور الأسرة، طمعًا في أرض تملكها، في منطقة بير باشا بمحافظة تعز.

ويعد الأعرج أحد أبرز قيادات مليشيات الشرعية الإخوانية في تعز، ومن المقربين من مرشد تنظيم الإخوان الإرهابي المدعو عبده فرحان (سالم)، وتنشر عصابات مليشيات الشرعية الإخوانية، الرعب في تعز، بصراعات على أراضي السكان، وفرض الجبايات والإتاوات.