استضافت قياداتها.. دور قطر في إسقاط أفغانستان بقبضة طالبان
في تطور خطير، أثار مخاوف المجتمع الدولي من انتشار الإرهاب، وعودة نشاط الحركات المتطرفة، سيطرت حركة طالبان المتشددة على أفغانستان، بعد فرار أغلب المسؤولين بالحكومة من العاصمة كابول، وانسحاب كامل القوات الأمريكية، ما طرح سؤالا مهما حول الداعم الرئيسي للحركة، راعيها وحاضنها طول هذه السنوات.
لا يخفى على أحد، أن الحركة تربطها علاقات وطيدة بنظام قطر الذي استضاف، طيلة السنوات الماضية، مفاوضات بين السلطة الأفغانية وطالبان، تهدف إلى مشاركة الحركة في الحكومة.
ما وضع الدوحة كثيرًا في مواقف محرجة، هو احتضانها الدائم للحركة المتطرفة، حيث افتتحت طالبان مكتبًا لها في قطر، الأمر الذي اعترضت عليه الحكومة الأفغانية في أكثر من مناسبة، ووصفه مسؤولون بأن هدفه "الدعاية للحركة وأغراض أخرى لصالحها".
وبينما يبحث العالم تطورات الوضع الأفغاني، ويجري اجتماعات عاجلة بعضها ناقش تأثير سيطرة طالبان على استقرار وأمن أفغانستان، وما قد ينتج من أعمال إرهابية وجرائم تنتهك حقوق الإنسان، تحاول الدوحة تحسين وجه الحركة، عبر نقل قنواتها الإعلامية وعلى رأسها قناة الجزيرة بيانات وتقارير تدعي سلمية طالبان، وتروج لها.
وجه العالم إلى قطر، على مدى أكثر من عقد، اتهامات بدعمها الإرهاب، وتمويلها الجماعات المتطرفة، من أجل تنفيذ أجندة خارجية لزعزعة استقرار الشرق الأوسط، مقابل بقاء الأسرة الحاكمة أطول فترة على رأس الديوان الأميري.
وتعددت التقارير التي كشفت عن علاقة الدوحة بالتنظيمات الإرهابية، ومن بينها حركة طالبان، الأمر الذي دفع وسائل إعلام عالمية إلى التحذير من أن قطر تستغل علاقاتها بحركة طالبان لتحقيق هدفها الأخطر، وهو إعادة تنظيم الإخوان الإرهابي إلى الساحة الدولية.
ووصف مراقبون مكتب طالبان في الدوحة بالوسيط، الذي يجمع التنظيمات الإرهابية الموالية لقطر في المنطقة، وهدفه الأهم، زعزعة استقرار المنطقة ومحاربة خطط الإصلاح بها.
ولعل وساطات قطر المتعددة للحركة في أي تفاوض مع المجتمع الدولي، تثبت ما قدمته الدوحة من خدمات متعددة لطالبان من أجل أن تعود للمشهد مرة أخرى، بعد سنوات من الهروب في أدغال تورا بورا واعتبارها دوليًا من الجماعات شديدة الخطورة بأفكارها وأيديولوجيتها المتشددة.
خدمات قطر العديدة للحركة، دفعت الأخيرة إلى الإشادة بها صراحة في الكثير من المناسبات ما يكشف عن دور الدوحة الصريح في توسيع نفوذ الحركة في أفغانستان والدول المجاورة لها حتى أن أحد مسؤولي المكتب السياسي لحركة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة قال صراحة: "نحن ممتنون لدولة قطر على الجهود التي تقدمها لحركة طالبان".
ساهمت قطر، في عقد صفقات بين طالبان وعدد من الدول، من أجل إطلاق سراح قادة الحركة من السجون، والتي أشرفت مؤخرا على الاجتياح الطالباني للعاصمة كابول، ما أحدث حالة من الفزع في صفوف المواطنين، على خلفية تاريخ الحركة المتشدد على مر العقدين الماضيين.
دور قطر في عودة طالبان للسيطرة على أفغانستان، لم يتوقف على الدعم الإعلامي واستضافة قياداتها في العاصمة الدوحة، بل تخطى الأمر ذلك ووصل للتمويل المباشر، وهو ما كشفه الرئيس السابق للأمن الوطني الأفغاني، رحمة الله نبيل في أكثر من مناسبة.