الانتقالي يبدأ مسيرة بناء دولة الجنوب

الجمعة 20 أغسطس 2021 19:53:00
الانتقالي يبدأ مسيرة بناء دولة الجنوب

المتابع لأنشطة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس عيدروس الزُبيدي، وتحركاته على مختلف الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، يدرك بسهولة أن المجلس الانتقالي لم يوقف جهوده على مرحلة "المطالبة" بحقوق الجنوبيين، وفي مقدمتها حق تقرير المصير، واستعادة دولته المستقلة ذات السيادة، بل انطلق في مسيرة بناء الدولة.

أنشطة المجلس الانتقالي الجنوبي تؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، أنه بدأ مرحلة بناء قطاعات عديدة مهمة في دولة الجنوب العربي، وأن هذا البناء يتم على أسس علمية موثوقة، بخبرات كبيرة، واختيارات مدروسة بعناية، ورؤى ثاقبة تستند إلى جهود جماعية، بعيدا عن المظاهر والشكليات.

المجلس الانتقالي الجنوبي يسعى جادا لكسب الوقت في إعادة البناء، حتى تقوم الدولة على ركائز قوية، وتتغلب على الكثير من مراوغات وألاعيب وأكاذيب الشرعية الإخوانية التي أوقفت سياساتها وتحركاتها خلال الأعوام السابقة على إضاعة كل الفرص، بإطالة الوقت، وتمييع المواقف، ونقض العهود، وتوجيه مكائدها ومؤمراتها وأسلحتها إلى شعب الجنوب، بدلا من مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.

وسيظل اتفاق الرياض شاهدا تاريخيا حيا، ودليلا دامغا على أن الشرعية الإخوانية لم تكن جادة في أي أمر حتى الاتفاقات التي وقعتها على مرأى ومسمع من العالم.

المجلس الانتقالي بذل جهودا مضنية لدفع الشرعية لتنفيذ الافاق الذي أيدته قوى دولية مهمة، لكن الشرعية الإخوانية أبت إلا أن تخذل الجميع، وتتراجع ألف خطوة للوراء، ليتوقف تنفيذ الكثير من البنود المهمة في الاتفاق.

كان المجلس الانتقالي الجنوبي أكثر وعيا بممارسات الشرعية الإخوانية، ومراوغاتها، وتنصلها من وعودها، وتنكرها للاتفاقات التي وقعتها، إلا الاتفاقات السرية الي أبرمتها مع مليشيات الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، وسلمت بمقتضاها مواقعها العسكرية وأسلحتها، وأفسحت الطريق أمامها لإعادة احتلال مناطق مهمة سبق تحريرها، كما سلمتها دفعات من الأسرى، دون مقابل.

انطلاقا من هذه الحقائق المهمة، وفي إطار دبلوماسيته الرشيدة الواعية، اتجه المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس عيدروس الزُبيدي إلى بناء قطاعات مهمة من دولة الجنوب المستقلة ذات السيادة.

فهذه هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، لا تتخلف عن اجتماعها الدوري برئاسة الرئيس الزُبيدي، لمتابعة آخر التطورات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية على الساحة الجنوبية.

ويحرص الرئيس الزُبيدي، على رئاسة الاجتماع الدوري للقادة العسكريين والأمنيين، للاطمئنان على
آخر المُستجدات العسكرية والأمنية، والتطورات في مختلف جبهات القتال، وبذل المزيد من الجهود لتطوير العمل العسكري والأمني، والإرتقاء بهما باعتبارهما عمودا أساسيا لبناء دولة الجنوب.

كما يحرص على المشاركة في اجتماعات الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس، والتوجيه بضرورة مضاعفة الجهود، والاقتراب من المواطنين، وتلمس همومهم، ومعالجتها وفقا للإمكانيات المُتاحة.

وتجري حاليا الاستعدادات لانطلاق الحوار الجنوبي في الخارج، باعتباره ركيزة أساسية لإيجاد قاعدة مُشتركة للمُضي نحو تحقيق تطلعات شعب الجنوب، واستعادة حقوقه.

وشهدت الفترة جهودا مهمة، أسفرت عن قرارات فاعلة استهدفت وقف تدهور العملة المحلية، ومواجهة الارتفاع الجنوني لأسعار السلع والخدمات، وتطوير المؤسسات التعليمية والإعلامية والثقافية والتراثية بما يتناسب مع تاريخ شعب الجنوب وثقافته وقيمه وتطلعاته لمستقبل أفضل، بالإضافة إلى إنشاء المؤسسة الجنوبية للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، والجريدة الرسمية، التي تخصص لنشر القرارات والوثائق واللوائح والتدوينات والتقارير والإجراءات الخاصة بالجنوب.

بناء دولة الجنوب لم يتوقف على الأنشطة الداخلية، بل امتد إلى الساحة الدولية من خلال ممثلين للإدارة العامة للشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في العديد من دول العالم.

هذه الجهود، وغيرها الكثير، تمثل قفزات ناجحة في مسيرة تثبيت دعائم الجنوب، وبناء الدولة، وقد فتح المجلس الانتقالي الباب واسعا أمام المخلصين من أبناء الجنوب ليشاركوا في تقرير مصيرهم، وصناعة مستقبلهم، وبناء دولتهم.