الهروب الكبير.. نزوح الرياضيين من لبنان يعكس أسوأ أزمة سياسية واقتصادية

الأحد 22 أغسطس 2021 20:41:14
"الهروب الكبير".. نزوح الرياضيين من لبنان يعكس أسوأ أزمة سياسية واقتصادية

استمرارا لمسلسل الأزمات السياسية والاقتصادية في لبنان، وتزايد أزمة "شح الوقود"، بادر لاعبون من الدوري اللبناني بالرحيل عن نواديهم، لتردي الوضع الاقتصادي.

وفي ظل هذا التخبط، وعدم وجود بارقة أمل على إدارة دفة البلاد لاتجاه أفضل، قرر عدد كبير من الرياضيين اللبنانيين الاحتراف في الخارج، كان آخرهم شادي سكاف نجم دفاع نادي البرج اللبناني، الذي أعلن انتقاله رسميا إلى صفوف فريق تشرشل الهندي، عبر حسابه على "إنستجرام" دون إبلاغ ناديه، ودون تعليق من النادي.

وسبق سكاف في كرة القدم، أحمد زريق، وصوني سعد، ومحمد قدوح، وأبو بكر المل، والمدربان في كرة السلة غسان سركيس وفؤاد أبو شقرا، وعدد من اللاعبين بينهم علي حيدر، ووائل عرقجي.

لم يكن هروب الرياضيين من لبنان مفاجئا، بل جاء نتيجة متوقعة لتزايد الأزمات وقرب دخول اللبنانيين نفقا مظلما بفعل قوى توسعية طائفية تصر على العبث بمقدرات اللبنانيين من خلال أذرعها الإرهابية.

لم يعبأ أحد بمواجهة الأزمات منذ أن انطلقت المظاهرات بشوارع لبنان، احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي، وعدم تأمين المازوت للمولدات الخاصة، وحذر المحتجون السلطات من عدم الاستجابة لمطالبهم، مهددين بـ"اتخاذ إجراءات تصعيدية".

وفي الوقت نفسه، صادر الجيش اللبناني، أكثر من 7 ملايين لتر من المحروقات، في مختلف المناطق اللبنانية، وأُلزم أصحاب الكميات المضبوطة ببيع 4.349.865 لترا من البنزين و1.671.737 لترا من المازوت إلى بعض المستشفيات والأفران وشركة كهرباء زحلة.

ازدادت حدة الحرائق بين الفرقاء اللبنانيين، وتمخض البرلمان اللبناني فأصدر توصية بالإسراع بتشكيل حكومة جديدة، ورفع دعم المصرف المركزي عن المواد الاستراتيجية المستوردة، وكأنها مسائل خلافية تحتاج لتدخل برلماني، أو كأن البرلمان مجرد "جهة توصية" في لبنان وليس جهة تشريع.

وبعد مرور عام على انفجار مرفأ بيروت، الذي لم تنته تحقيقاته حتى الآن، يقبع نحو 50% من اللبنانيين تحت خط الفقر، وفقدت الليرة نحو 90% من قيمتها أمام الدولار، بينما ارتفعت أسعار السلع الأساسية بنحو 700%.

وأكد البنك الدولي، أن لبنان يحتاج ما بين 12 و19 عاما للتعافي، بعد أن أهدر السياسيون فرصة لوقف التردي الاقتصادي العام الماضي، حين رفضوا خطة الحكومة الإصلاحية.