كورونا والحل السياسي في سلة واحدة.. الحوثي يتجاهل الوباء والسلام
مثلما تتجاهل المليشيات الحوثية جهود السلام العديدة على مدار السنوات الماضية، تتجاهل أيضًا انتشار فيروس كورونا الذي تأخذ معدلات الإصابة به في التصاعد بمناطق سيطرة العناصر المدعومة من إيران دون أن تعترف بأن هناك إصابات بالفيروس من الأساس، ومن دون أن توفر الرعاية الصحية اللازمة للمصابين.
تضع المليشيات الحوثية كافة القضايا المرتبطة بمصالح المواطنين وحياتهم اليومية في خانة التجاهل وغض الطرف والنسيان، إذ أنها لا تسعى لإنهاء الحرب الدائرة منذ سبع سنوات وتستخدم جميع الأساليب والأدوات التي تدعم استمرار حربها، سواء كان ذلك على مستوى إفشال جهود الحل السياسي أو عبر تأزيم الأوضاع المعيشية للمواطنين في مناطق سيطرتها، أو عبر استهداف المواطنين عبر الانتهاكات والجرائم الإرهابية المباشرة أو استهدافهم بطرق غير مباشرة من خلال خلق أكبر كارثة إنسانية باليمن في العصر الحديث.
يمكن القول بأن تجاهل كورونا يصب في نفس الاتجاه الذي تسير فيه المليشيات الحوثية لاستهداف المواطنين، ولا ينفصل عن تحويل العديد من المستشفيات والمنشآت الصحية إلى ثكنات عسكرية وإقدامها على اتخاذ قرارات بحق الأطباء والعاملين بالمستشفيات لدفعهم نحو الهروب وترك المواطنين المرضى لمصائرهم من دون علاج.
وتتزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستج في مدينة صنعاء ومناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، وبحسب أطباء فإن حالات الإصابة في تزايد مستمر مع الموجة الجديدة من التفشي الوبائي, مع إصرار المليشيا الإجرامية في سياسة التكتيم على انتشار الجائحة، مشيرين إلى أن أعراض المرض تشير إلى انتشار سلالة جديدة من فيروس كورونا, غير أن غياب الشفافية مع المرضى يحول دون التشخيص الدقيق.
وأوضح هؤلاء في تصريحات سابقة لـ"المشهد العربي"، أن المليشيا المدعومة إيران حصرت الفحص الطبي لفيروس كورونا على المختبر المركزي فقط, وفق إجراءات مشددة ومعقدة، وطالبوا بإعادة فتح مركزي العزل في مستشفيي زايد والكويت, لافتين إلى أن فتح المستشفيات بشكل عام لاستقبال الحالات المصابة يجعل من هذه المرافق مصدر انتقال للعدوى.
وتحدثت صحيفة "الوطن" السعودية قبل أيام عن توظيف العناصر المدعومة من إيران انتشار فيروس كورونا من أجل استقطاب مقاتلين جدد إلى الجبهات، إذ اشترطت تقديم الرعاية الطبية للمصابين بالموافقة على الذهاب إلى الجبهات القتالية، وقدمت إليهم
وبحسب الصحفية ذاته فإن المليشيات الحوثية استخدام الإغراءات وعرض المميزات على المصابين، لإجبارهم على الموافقة، ومنها السماح بدخول المستشفيات وتلقى العناية الطبية والأكسجين، وتقديم الجرعات واللقاحات الوقائية، للموافقين على الانضمام للجبهات، وتقديم الخدمات العلاجية لأسر الملتحقين بالجبهات القتالية ومنحهم أولوية خاصة.
ورغم زيادة أعداد الوفيات والمصابين جراء الفيروس إلا أن البيانات الرسمية الخاصة بحكومة المليشيات الحوثية غير المعترف بها دوليًا لم تسجل سوى أربع حالات إصابة بالفايروس ووفاة واحدة في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، في ظل فرض المليشيات الإرهابية تعتيما إعلاميا على الحالات المؤكدة والوفيات الناجمة عن الفيروس، هذا بالإضافة إلى أن اختبارات الإصابة بالفايروس تبقى ضئيلة أو معدومة.