ثروات الجنوب المنهوبة.. ابحث في جيوب الإخوان وخزائنهم
تأكد أكثر من أي وقت مضى أن ثروات الجنوب هي الهدف الأول لتنظيم الإخوان الإرهابي. تبين ذلك من خلال العديد من الممارسات التي ينتهجها الإخوان تجاه المواطنين، وكذلك طريقة استغلالهم تلك الثروات، التي يأتي النفط على رأسها، حيث يعد مطمعًا مغريًا لهم يصرفهم عن القيام بواجبهم كما ينبغي أن يكون.
معاناة أبناء الجنوب ـ في ظل امتلاك المنطقة كل تلك الثروات النفطية ـ تعد من أهم الشواهد والأدلة التي تؤكد المساعي الإخوانية الإرهابية حيال الجنوب وثرواته النفطية؛ فمن واقع الأحوال يعيش أبناء الجنوب ظروفا صعبة، من انفلات أمني وتردي الخدمات، مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي، مع انهيار واضح في قطاع الصحة، بعدما نهبت القوات المتناحرة مقدراتها، ما أدى لانتشار الأمراض والأوبئة في ظل تفشي كوفيد 19.
هذا الأمر محل تساؤلات العديد من المراقبين والنشطاء: كيف آلت الأوضاع إلى هذا الحال؟ وكيف يمتلك الجنوب كل هذا الكم من الثروات، ثم يواجه تلك الأوضاع التي لا تحتمل؟ وإلى متى؟
الحقيقة أن الإجابة عن تلك الأسئلة وغيرها أصبحت معروفة للجميع، وتكاد تنحصر في فساد الشرعية الإخوانية، وأطماع قياداتها، وأحقادهم التي لا تنقطع على الجنوب وأهله.
ولا شك في أن سياسات مليشيات الشرعية الإخوانية الرامية إلى نهب تلك الثروات هي السبب الرئيس في الأزمات التي يواجهها أهل الجنوب، فالإخوان الإرهابيون، انصرفوا عن تحقيق آمال المواطنين في حياة كريمة تليق بهم، وجنحوا إلى السيطرة على النفط ومنابع الثروات، ويُعد عدم السعي لتحرير عاصمتهم صنعاء من قبضة الحوثيين حتى الآن دليلا واضحًا على اهتمامهم بجمع ثروات الجنوب.
ووراء إخفاء حجم الإنتاج اليومي من النفط علامة استفهام كبيرة، حيث يتعمد نظام الشرعية الإخوانية الإرهابية عدم الإفصاح عن حجم الإيرادات النفطية، بل الأكثر غرابة هو الإعلان عن تراجع الإنتاج في الوقت الذي تشهد في القطاعات النفطية ارتفاعًا ملحوظًا في الإنتاج، وهو الأمر الذي أثار جدلًا كبيرًا، لكن المؤكد أنه يكشف فشل نظام الإخوان وأهدافه الخبيثة، وفساده المستشري الذي بات واضحًا للعيان، ولا يحتاج إلى مزيد من الأدلة والبراهين.
ويُعد الجنوب مطمعًا للشرعية الإخوانية الإرهابية التي تبذل جهودا مضنية، وتعد خططًا ومؤامرات لمد أمد الاحتلال اليمني للجنوب طمعًا في تلك الثروات الضخمة سواء من النفط أو الغاز أو الذهب أو غيره من المعادن النفيسة.
ولا يخفى أن كثيرًا من الأحداث كشف عن أن قيادات الشرعية الإخوانية وعناصرها تدير صراعًا شديدًا فيما بينها أيهم يسبق إلى نهب تلك الثروات، وابتلاعها، وضمها إلى خزائنه الخاصة، لا يعنيهم مصلحة المواطن، وإنما يقدمون مصالحم الأنانية على كل ماعداها.
الحقيقة أن الجنوب العربي يمتلك ثروات طائلة كفيلة بأن توفر حياة كريمة للمواطنين، وأن تنتشلهم من المعاناة التي يشهدونها يوميًّا في ظل نظام الشرعية الإخوانية، ومحاولة سيطرتها على تلك الثروات ونهبها، مع عدم توفير الحد الأدنى من متطلبات المعيشة للمواطنين الذي صاروا ضحية لتنظيم الإخوان الفاشل الفاسد الحاقد المتواطئ الذي يهيمن على الشرعية ليضمن سهولة استنزاف ثروات الجنوب، لكن الجنوبيين الشرفاء الشجعان لن يسمحوا بسرقة ثرواتهم، والعبث بمقدرات بناء المستقبل الأفضل لأجيالهم القامة.