وداع خجول.. ماذا بعد خروج آخر جندي أمريكي من أفغانستان
يمثل الانسحاب السريع للقوات الأمريكية والمواطنين الأمريكيين من أفغانستان نهاية لأطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة.
بعد ما يقرب من عقدين من بدء الحرب الأمريكية في أفغانستان، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن انتهاء انسحاب قواته من أفغانستان.
ومع خروج آخر جندي أمريكي من أفغانستان دوّت أصوات الرصاص من مواقع عديدة من العاصمة كابول؛ حيث يتمركز فيها مقاتلو حركة طالبان المسلحة؛ ابتهاجًا بانسحاب القوات الأمريكية بعد حرب استمرت 20 عامًا.
تستطيع أن تلمس بسهولة أن الوداع الأمريكي لأراضي أفغانستان كان خجولا، وخلا من أي نوع من الغطرسة، أو المكابرة، فقد جاء قرار الانسحاب لمصلحة أمريكية كما حرص مسؤولون أمريكيون كثيرون على تأكيد ذلك.
أنهت أمريكا انسحابها كاملا، وخرج آخر جندي أمريكي من أفغانستان التي أصبحت في قبضة حركة طالبان المتشددة تنتظر المجهول.
في مؤتمر صحفي، قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي، إن آخر طائرة "سي-17" أقلعت من مطار كابل مس، 30 أغسطس الجاري، وخلال الـ18 يومًا الماضية أخلت طائرات الولايات المتحدة وحلفائها أكثر من 123 ألف مدني من مطار حامد كرزاي.
قبل الموعد المقرر للانسحاب في 11 سبتمبر المقبل، غادرت الأغلبية العظمى من القوات الأجنبية المتبقية في أفغانستان، تاركةً الجيش الأفغاني مسؤولاً بشكل كامل عن أمن البلاد، ما ساهم في إحكام حركة طالبان المسلحة سيطرتها على العشرات من المناطق خلال الأسابيع الأخيرة، مع تحقيق مكاسب جديدة بشكل يومي.
بانسحاب آخر جندي أمريكي، وضعت الولايات المتحدة، أفغانستان في مواجهة المتطرفين الإسلاميين بمفردها لتبدأ مرحلة جديدة في هذا البلد بدون تدخل أمريكي، ما سهّل سيطرة الحركة المسلحة بشكل كامل على مطار العاصمة الأفغانية كابول.
من ناحيته دعا مجلس الأمن الدولي حركة طالبان إلى احترام التزاماتها من أجل خروج آمن لكل الذين يريدون مغادرة أفغانستان، بدون المطالبة بإقامة منطقة آمنة.
وتوقّع مجلس الأمن من حركة طالبان أن تفي بكل التزاماتها، لا سيما فيما يتعلق بـالمغادرة الآمنة والمنظمة من أفغانستان لمواطنين أفغان والرعايا الأجانب بعد انسحاب الولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن تسيطر طالبان على أفغانستان كليًا وتبدأ في إجراءات تشكيل حكومة جديدة تحت إشرافها في المرحلة المقبلة، إمّا من خلال حكومة كابول أو من خلال تقاسم السلطة بين الفصائل مع طالبان.
وبديل ذلك قد يكون الفوضى نتيجة تفكك أي حكومة مركزية مع تصاعد الحرب الأهلية وهو السيناريو الأسوأ الذي قد يؤدّي إلى خسائر فادحة في الأرواح، ونزوح ملايين اللاجئين وتشكيل جيوب وملاذات آمنة للإرهاب.