الوحدة.. كذبة إخوانية للسيطرة على الجنوب
منذ إعلان ما يسمي "الوحدة اليمنية" تحاول جماعة الإخوان الإرهابية وذراعها السياسية حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي تصدير الوهم للمواطنين، والمجتمع الدولي حول أهمية الوحدة "المزعومة" ودورها في تحقيق ما يسمونه "النهضة المنشودة".
وأثبتت الأيام والأحداث كذب كل ما روج له الإخوان، حيث استغلت الجماعة الإرهابية شعار "الوحدة" الخادع المضلل للدخول في حروب عديدة ضد الجنوب، بهدف نهب ثرواته، والسيطرة على مقدراته، واستغلالها في تحقيق أجنداتها الخبيثة، وخدمة مصالحها.
ولم يكن غريبا في إطار الكذب والتضليل والخداع تحالف جماعة الإخوان الإرهابية مع مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، وهو في الأساس تحالف عقائدي وفكري وليس تحالفا سياسيا فقط، وشكل الطرفان الإرهابيان جبهة ضد الجنوب، الذي بات يعاني من سياسة المحتل التي تقوم على النهب والسرقة واغتصاب الحقوق.
ومع الأيام تأكدت حقيقة عدم جدوى الوحدة المزعومة، وأنها لم تقدم شيئا للجنوب، وتعالت مطالبات أهل الجنوب بفك الارتباط واستعادة حقوقهم.
في عام 2017 جاء المجلس الانتقالي الجنوبي فأحدث تحولا كبيرا في التعامل مع القضية الجنوبية من جديد، ونقلها للمحافل الدولية والإقليمية، حيث أصبح للجنوب صوت قادر على إيصال قضيته للعالم والدفاع عنها بكل قوة، وهو الأمر الذي أربك حسابات حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي بشكل كبير.
نجح المجلس الانتقالي الجنوبي في اكتساب قاعدة شعبية كبيرة في وقت قصير، الأمر الذي جعله قادرا على الوقوف بندية أمام سياسات الشرعية المهيمن عليها من قبل حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، والتصدي لكافة محاولات النيل من الجنوب واستقلاله.
ويحذر كثيرون من المراقبين من أن دعاوى الوحدة تظل كاذبة، وقابلة للاستغلال من اللاعبين الخارجيين والأطراف الإقليمية التي تدعم التنظيمات الإرهابية، على غرار الحوثي وحزب الإصلاح الإخواني، والهدف منها تعميق الأزمة وليس حلها.
وفي ظل حالة الارتباك والتمزق والصراع التي تنامت مع ما يسمونه الوحدة باتت المطالبات بفك ارتباط الجنوب ضرورة حتمية لعدة أسباب، أبرزها أن التجربة أثبتت أن الجنوب يعاني من التهميش، وتعمد نشر الفوضى، وتشجيع التنظيمات الإرهابية على زعزعة أمنه واستقراره.
ومن الأسباب أيضا تراخي الشرعية الإخوانية المهمين عليها من قبل حزب الإصلاح الإخواني، وتجميد جبهات القتال ضد مليشيا الحوثي، وتوجيه سلاحها نحو الجنوب، الأمر الذي يمثل مؤامرة واضحة المعالم.
وجاء تحرير محافظات الجنوب بعد دخول مليشيا الحوثي الإرهابية؛ ليعطي الدليل القاطع على قدرة أبناء الجنوب على تحرير أرضهم من الاحتلال والإرهاب، وإعطاء نموذج يحتذى به في إدارة الدولة وشؤونهم الخاصة، بعيدا عن أي تدخل سياسي أو عسكري من من قوى صنعاء.
إن فك ارتباط الجنوب بات ضرورة ملحة لحل الأزمة والصراع الدائر؛ فقيام دولة الجنوب لا يعني انتهاء التعاون مع الشمال، بل سيتم في إطار سياسي قائم على التعاون المشترك واحترام حقوق الآخر.