رسائل الانتقالي لإيقاظ الضمير العالمي

الجمعة 3 سبتمبر 2021 18:00:00
رسائل الانتقالي لإيقاظ الضمير العالمي

رأي المشهد العربي

باب واسع جديد للأمل، فتحه المجلس الانتقالي الجنوبي أمام القوى المحبة للسلام، وفي مقدمتها الأمم المتحدة، وأطراف الأزمة، عسى أن يجنحوا إلى الحل السلمي، وتتوقف الأطراف الداعمة للإرهاب والعنف عن إهدار الدماء البريئة، والثروات في صراعات تدميرية تأكل الأخضر واليابس، ولا طائل من ورائها إلا مزيدا من الدماء.

تأكيدا للتمسك بمسارات السلام والتنمية ودعم الأمن والاستقرار، وسعيا لإبراء الذمة من مخاطر جمة تتهدد المنطقة في مواجهة تصاعد أعمال العنف والإرهاب والقتل والتدمير، أطلق أعضاء في هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي نداءات تحذير وإنذار، تحث المجتمع الدولي على التحرك الجاد، والخروج عن صمته، والإسهام بدور فاعل في وقف العدوان، وحماية الحقوق.

انطلاقا من المسؤولية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي وجهت قيادات المجلس في مؤتمر صحفي عالمي، عددا من الرسائل المهمة إلى العالم؛ لتدارك المخاطر قبل فوات الأوان.

تبرز أهمية هذه الرسائل في أنها تأتي عقب الهجوم الحوثي الإرهابي على المعسكر التدريبي في قاعدة العند بمحافظة لحج، وتتزامن مع تصعيد مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، اعتداءاتها الإرهابية بالطائرات المُسيرة المفخخة والصواريخ البالستية على الجنوب والأعيان المدنية بالسعودية؛ بالإضافة إلى عشرات الخروقات الحوثية اليومية لاتفاق الهدنة الأممية بالحديدة.

لم يكن من قبيل المفاجأة اتهام الشرعية الإخوانية بتعطيل تنفيذ اتفاق الرياض برفضها عودة الحكومة لإنجاز مهامها الموكولة إليها من العاصمة عدن، فالجميع يدركون أن الشرعية الإخوانية تتعامل مع الاتفاق منذ توقيعه بالمراوغة والتسويف ووضع العراقيل لمنع تنفيذه.

حقيقة مهمة برزت بقوة تمثلت في تأكيد ضرورة إشراك الجنوب بشكل فاعل وحقيقي في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة يراعي واقع الأطراف على الأرض، مع تأكيد أن المجلس الانتقالي الجنوبي يمثل شعب الجنوب، وأن أي محاولات خارج هذا السياق هي تكرار لعملية إقصاء الجنوب.

ولا يعد هذا مطلبا جديدا من الجنوب، ذلك أن اتفاق الرياض نصّ صراحة على أن الجنوب يجب أن يكون شـريكا أساسيا في اتخاذ القرار، وتحديد شكل ومستقبل الحل النهائي في الجنوب العربي واليمن.

جهود المجلس الانتقالي الجنوبي دفاعا عن مصالح شعب الجنوب لم تتوقف عند المستويين المحلي والإقليمي، وإنما انطلقت بالقضية إلى المستوى العالمي، فقد شرح المجلس موقفه تجاه القضية لرئيس مجلس الأمن والدول الأعضاء بالمجلس في رسالة رسمية، أوضح فيها أن الشرعية - الطرف الآخر في الاتفاق - لم تفِ بأي من التزاماتها، وليست جادة في عودة حكومة المناصفة إلى العاصمة عدن.

المجلس الانتقالي الجنوبي يتمسك بدعوته إلى عودة حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال إلى العاصمة عدن بشكل فوري، ويُحمّل الشرعية مسؤولية استمرار عرقلة عودتها.

التحذيرات لم تتوقف عند هذا الحد، بل امتدت إلى آثار حرب الخدمات التي تشنها الشرعية على محافظات الجنوب، في الوقت الذي يبذل فيه المجلس الانتقالي الجنوبي جهودا كبيرة لإنهاء الأزمات المختلفة، ويقدم كل ما يمكن لتحسين الخدمات في جميع محافظات الجنوب.

يتبقى أن يعي العقلاء أهمية دعوات المجلس الانتقالي الجنوبي ومبادراته، وأن يحسنوا الاستجابة إليها إذا كانوا جادين في حماية أمن المنطقة واستقرارها، وحل أزماتها، وإنهاء صراعاتها، واحترام حقوق الجميع.