وسط دعم دولي.. المبعوث الأممي الجديد محاصر بمواقف قديمة

الاثنين 6 سبتمبر 2021 15:52:08
وسط دعم دولي.. المبعوث الأممي الجديد محاصر بمواقف قديمة

في ظل تحديات صعبة، بدأ المبعوث الأممي الجديد هانز جرودنبرج، أمس، مهامه رسميا، خلفا للمبعوث السابق مارتن جريفيث، في محاولة جديدة من الأمم المتحدة لدفع عملية السلام في المنطقة.

من أولويات المبعوث الجديد السعي لوقف إطلاق النار رسميا، للبدء في معالجة الأوضاع الإنسانية، قبل البدء في خطوات إرساء سلام دائم في المنطقة، لكنه حتما يجد محاصرا بمواقف قديمة لبعض أطراف الأزمة ممن لا يريدون السير في عملية السلام.

يواجه جرودنبرج مع بداية تسلم مهامه رسميا العديد من العقبات والتحديات، لا تختلف كثيرا عن تلك التي واجهها سابقوه من مواقف متعنتة من جانب مليشيات الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، انطلاقا من سيطرتها على الأرض بقوة السلاح. تقابلها أطماع وأهداف متعددة مشبوهة من جانب الشرعية الإخوانية الإرهابية.

قبل أن يتسلم مهامه رسميا سعى جرودنبرج، للقاء وفد يمثل مليشيا الحوثي الإرهابية في العاصمة العمانية مسقط، إلا أنها تهربت من لقائه، رغبة في وضع شروط مسبقة قبل اللقاء.

وطالبت بما سمته "ضمانات" بهدف سير المفاوضات وفق أهوائها، واشترطت وضع ما سمته "مبادرة مأرب" التي طرحها زعيم المليشيا الإرهابية موضع الاعتبار قبل بدء أي لقاء، وقبل الحديث في أي مفاوضات، لفرض وقف إطلاق النار أو بدء المعالجات الإنسانية للمواقع المتضررة من الحرب.

وبهذا تكون مليشيات الحوثي الإرهابية وضعت أول العراقيل في وجه المبعوث الأممي الجديد، حتى قبل أن يتسلم مهام عمله رسميا، ما يؤكد أن مليشيا الحوثي الإرهابية لا ترغب في إجراء محادثات سلام جادة، الأمر الذي يهدد بإفشال مهمة المبعوث الأممي الجديد.

تزامن ذلك مع مطالبة عدة دول بدعم جهود المبعوث الأممي من أجل التوصل لوقف إطلاق النار، بحيث تُبنى عليه قرارات أخرى مهمة من أجل مستقبل دول المنطقة، وبما يضمن إرساء الأمن والاستقرار للجميع.

ويصطدم المبعوث الأممي الجديد بأطماع سلطة الشرعية الإخوانية الإرهابية، التي تتمركز في الجنوب، وتريد أن تحتفظ لنفسها بكل شيء، تريد استعادة دولتهم في الشمال، كما تريد الإبقاء على الجنوب تحت إدارتها، لتستمر في استنزاف ثرواته وخيراته، وتملأ به بطون قياداتها وحساباتهم خارج البلاد، وكل هذا على حساب الأبرياء من أبناء الجنوب، الذين حرمهم طمع الشرعية الإخوانية من التمتع بثرواتهم وخيرات بلدهم.

المؤكد أن المبعوث الأممي السويدي هانز جرودنبرج، يدرك جيدا أن قرار مليشيا الحوثي الإرهابية يأتي من طهران، وأنه ليس في أيديهم، لذا فإنه لن يستطيع الحصول على قرارات جادة في المفاوضات، قبل أن تعود المليشيا الحوثية الإرهابية إلى سادتها في إيران.

وهذا ما يفسر الدعم الدولي الكبير لجهود المبعوث الأممي، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والصين، التي تطالب بدعم مهام المبعوث الأممي الرامية إلى تحقيق السلام وإرساء دعائم الأمن في المنطقة.

وبالرغم من التحديات المتعددة التي يواجهها المبعوث الأممي الجديد، إلا أن الدعم الدولي المنتظر قد يدفع جهوده نحو الوصول إلى تفاهمات توقف الحرب، ولو بشكل مبدئي، حتى يتم التوصل إلى اتفاق أكبر، حيث رحب التحالف العربي بالمبعوث الأممي الجديد، معبرا عن استعداده لتقديم كل الدعم له من أجل تحقيق السلام الشامل.