خيانات الشرعية في الشمال تعقد أزمات الساحل الغربي
ضاعفت المليشيات الحوثية الإرهابية من جرائمها الإرهابية بحق محافظة الحديدة الواقعة على الساحل الغربي، بعد أن تلقت إشارات خضراء من الشرعية الإخوانية بالاتجاه غربًا دون أن تتعرض لأي مضايقات من الممكن أن تؤثر على حضور العناصر المدعومة من إيران في مناطق سيطرتها بالمحافظات الشمالية، وهو ما ساهم في تجميد اتفاق ستوكهولم واستمرار كارثة خزان صافر البيئية مع تدهور الأوضاع الإنسانية في المناطق التي يستهدفها الحوثي.
تعقدت الأزمات المحيطة بالساحل الغربي والذي تحول إلى نقطة تهريب للأسلحة الإيرانية، إلى جانب تحوله إلى بؤرة انطلاق للتهديدات الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، بفعل زياد وتيرة الأعمال الإرهابية التي تهدد الملاحة البحرية في البحر الأحمر، والآن يتم النظر إلى ميناء الحديدة القابع تحت سيطرة الحوثيين باعتباره مهدداً للأمن والسلم الدوليين.
كان من السهل تسوية أزمة الحديدة وطرد المليشيات الحوثية في العام 2018 حينما جرى حصارها وكانت قاب قوسين أو أدنى من تلقى هزيمة ساحقة لولا خيانة الشرعية التي أصرت على الذهاب باتجاه مفاوضات السويد التي أفضت للتوقيع على اتفاق الحديدة غير المنفذ حتى الآن على الأرض، غير أن الأوضاع بعد ثلاثة سنوات اختلفت بشكل كبير بعد أن أدركت إيران بأنها قد تتلقى هزيمة في أي وقت في هذه الجبهة وكثفت من أسلحتها التي هربتها إلى عناصرها.
يمكن القول جرائم المليشيات الحوثية تقود لأن يكون الساحل الغربي محط أنظار قوى إقليمية عديدة ستحاول توظفيه من أجل الحصول على مكاسب إضافية، إذ أن إيران لن تتخلى عنه بسهولة في ظل تجميد مفاوضات الملف النووي مع الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي فإن الحديدة قد تكون أكثر ارتباطاً بالخلافات الأميركية الإيرانية وقد يتعطل الحل بشأنها طالما استمرت أزمة البرنامج النووي، وهو ما يفسر عدم حدوث أي تحركات بشأن خزان صافر حتى الآن بالرغم من اتفاق المجتمع الدولي على أنه سيؤدي إلى كارثة إنسانية وشيكة.
يتوقع مراقبون أن تستمر حالة تجميد الأوضاع في الساحل الغربي لحين تسوية عدد من الأزمات في المنطقة التي تتداخل فيها إيران بشكل مباشر أو غير مباشر، لأنه لن يكون ممكنا التخلي عن تلك الجبهة التي تشكل تهديداً على البحر الأحمر بسهولة، وهو ما سيؤدي إلى استمرار العمليات الإرهابية الحوثية بحق المدنيين من دون أن يواجهها في المقابل أي ردة فعل قوية من المجتمع الدولي أو الشرعية الإخوانية في ظل بسالة القوات المشتركة في التعامل مع الضربات الغادرة.
اشتبكت القوات المشتركة، مع مليشيا الحوثي الإرهابية، اليوم الاثنين في مديرية حيس جنوبي محافظة الحديدة، ودارت المواجهات خلال محاولة مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، التسلل إلى الخطوط الأمامية لجبهات القتال، بمختلف الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وتكبد مسلحو المليشيا؛ خسائر بشرية ومادية، خلال المواجهات التي انتهت بدحر الحوثيين الإرهابيين.
اعتدت مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، اليوم الاثنين، على سكان منطقة الجبلية في مديرية التحيتا جنوبي محافظة الحديدة، وقصفت مدفعية المليشيا الإرهابية، القرى السكنية المنطقة بقذائف الهاون، وسقطت عشرات قذائف المدفعية الحوثية، على مقربة من منازل المواطنين وفي المزارع، بالإضافة إلى طرق حيوية يسلكها السكان يوميا.