تخريب التعليم.. أزمات في الداخل ومعاناة بالخارج
لم يتوقف فشل الشرعية الإخوانية الإرهابية في مجال التعليم على داخل البلاد، بل تجاوز الحدود ليصل إلى الطلاب المبتعثين للدراسة في الخارج الذين ينظمون بشكل متكرر وقفات احتجاجية، واعتصامات داخل السفارات للمطالبة بالحصول على مخصصاتهم المالية، والتي تدعي سلطات الشرعية الإخوانية صرفها لهم، في حين أن الأموال لا تصل للطلاب، ولا أحد يعرف أين تذهب ولماذا لا تصل إليهم في مواعيدها المحددة.
يعاني قطاع التعليم في الداخل من أزمات عنيفة تضربه منذ بداية العدوان الحوثي، حيث تهدمت المدارس وخربت العشرات منها، وشرد المعلمون بعد قطع رواتبهم عدة سنوات، مما اضطرهم للبحث عن أي عمل آخر يوفرون من خلاله قوت يومهم، واحتياجات أسرهم، ومنهم من اضطر للسفر خارج البلاد للبحث عن فرصة عمل وحياة كريمة له ولأسرته، كما امتنع الأهالي عن السماح لأبنائهم بالذهاب للمدارس خوفا عليهم من الاستهداف الذي تتعرض له المدارس.
تسبب الفشل الإخواني في تفاقم أزمات التعليم في الداخل، حيث أوقفت السلطات الإخوانية الإرهابية رواتب المعلمين، ولم تصرف لهم سوى أجزاء منها بعد سنوات من انقطاعها، وتركت المدارس على حالتها المذرية بعد تعرضها للقصف، ولم تعمل على إعادة إعمارها وتأهيلها لتكون صالحة لاستقبال الطلاب، لتلقي دروسهم في أجواء مناسبة للتعلم، حيث يذهب الطلاب ليجلسوا بين أكوام وبقايا مدارسهم المهدمة، فيما قام الهلال الأحمر الإماراتي في وقت سابق بإعادة إعمار وتأهيل بعض المدارس.
نظم معلمون في عدة مناطق بالجنوب العربي وقفات احتجاجية كان آخرهم معلمو مدينة عتق الذين نظموا وقفة اعتراضا على رفض الشرعية الإخوانية الاستجابة لمطالبهم المشروعة، وتجاهل تدهور أوضاعهم المعيشية، بسبب إجراءاتها غير المدروسة وخطواتها التي تؤدي دوما للفشل، حيث طالبوا مرارا بعدم الاستقطاع من رواتبهم بالإضافة إلى صرف العلاوات السنوية وبدلات طبيعة العمل، ما يساهم في تحسين أوضاعهم المعيشية، إلا أن سلطة الشرعية الإخوانية الإرهابية تتجاهل مطالب المعلمين عن عمد، ما ساهم في حالة الغضب المتزايد بين المعلمين في محافظات الجنوب.
ما يحدث في الداخل ليس الفشل الوحيد لسلطة الشرعية الإخوانية الإرهابية، فهناك أزمات أخرى بجانب حجم المعاناة الكبيرة التي يعاني منها المعلمون في الداخل من عدم القدرة على العيش في ظل ضعف الأجور والمرتبات، وذلك في حال حصولهم عليها بالأساس، وأيضا الطلاب والأهالي جراء حالة المدارس المنهارة والأوضاع الدراسية السيئة للغاية وزيادة أعداد الطلاب في الفصول عن الحدود المسموح بها، وارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية التي فاقت قدرات الأهالي هذا العام، ووضعت الجميع في ورطة كبيرة وتحدٍ لعدم القدر على توفيرها.
ومن الأزمات التي تثبت فشل الشرعية الإخوانية وترديدها الأكاذيب أكثر مما تتنفس، معاناة الطلاب المبتعثين خارج البلاد الذين أصدروا بيانا يردون فيه على أكاذيب الشرعية الإخوانية الإرهابية ممثلة في وزارة التعليم العالي التي زعمت صرف مستحقات الطلاب المتواجدين في الخارج من أجل الدراسة.
الطلاب المبتعثون للدراسة بالخارج أكدوا عدم وصول أي مستحقات إليهم حتى الآن، الأمر الذي يؤكد فشل الشرعية الإخوانية الإرهابية وأكاذيبها المستمرة.
جاء في بيان مشترك، صادر عن اتحاد الطلاب المبتعثين في الخارج، أن الشرعية الإخوانية تزعم أنها تعمل على تقليص الفترة الزمنية المقررة لتسليم مستحقات الطلاب في الخارج، وفق شعار "ردم الفجوة"، وهو ما لم يحدث، مؤكدين أن المعاناة لا تزال قائمة بسبب تخاذل مسؤولي الشرعية الإخوانية، حيث إن الطلاب المتواجدين في الخارج يعانون من عدم القدرة على المعيشة في بلاد الغربة في ظل عدم حصولهم على المستحقات والرسوم الدراسية.
ما يتعرض له قطاع التعليم في الجنوب أيضا يؤكد حجم المعاناة التي يعيشها المواطنون في ظل بقاء الشرعية الإخوانية الإرهابية، ويؤكد استمرار المعاناة التي بدأت منذ وطأت أقدام الاحتلال اليمني أرض الجنوب، وهو ما يعني عدم الخلاص من تلك المعاناة إلا برحيل الاحتلال وفك الارتباط وعودة الجنوب لأهله وأبنائه المخلصين.