باعت القضية.. الشرعية تلهث وراء إيران ومليشياتها

السبت 11 سبتمبر 2021 17:17:00
"باعت القضية".. الشرعية تلهث وراء إيران ومليشياتها

لم تكتفِ الشرعية الإخوانية الإرهابية بما فعلته وتفعله في بعض محافظات الجنوب من جرائم تضاف يوميا إلى سجلها الإرهابي، وتستوجب عقابها وكل من ينتمي إليها، أو يتواطأ معها، أو يدعمها بالقول أو الفعل أو حتى الصمت عليها، وعلى جرائمها.

بلغت جرائمها في حق الجنوب، وفي حق من قدّموا لها كل الدعم لمواجهة مشروع إيران في المنطقة، وجماعة الحوثي الإرهابية، حد أن تبيع قضيتها الأساسية في مواجهة العدوان الحوثي، وترتمي في أحضان العدو الإيراني وأذرعه وأدواته في المنطقة.

تعتبر الشرعية الإخوانية الإرهابية الجنوب أشد خطرًا عليها، وعلى عناصرها من العدوان الحوثي، لذا قرروا الارتماء في حضن الحوثي الذي طردهم من صنعاء أذلاء مشردين، ولم يجدوا لهم داعما أو مساندا أو ملجأ غير الجنوب الذي تحمل فشلهم وفسادهم لسنوات طويلة، انتظارا لتحقيق فك الارتباط، وعودة الجنوب لأهله، وهم يدركون ذلك جيدا، لذا يرون في إصرار الجنوبيين على استعادة دولتهم المستقلة خطرًا عليهم وعلى مشروعهم الاحتلالي.

ليس الخوف من الجنوب وأهله، المطالبين بحقهم المشروع، السبب الوحيد الذي دفع الشرعية الإخوانية للميل إلى العدو الإيراني ومليشياته في المنطقة، بل إنهم يدركون قدراتهم الهزيلة، ويعلمون ضعف وهوان عناصر مليشياتهم.

خسرت الشرعية الإخوانية العديد من المواقع التي سيطرت عليها، وتركتها بكل سهولة أمام مليشيات الحوثي، حتى عادت مليشياتها الإخوانية إلى أراضي الجنوب التي حررتها القوات المسلحة الجنوبية، وأمنت حدودها من أي محاولات إرهابية سواء الحوثيين أو عناصر تنظيمي داعش والقاعدة، وجعلت التنظيمات الإرهابية تفكر ألف مرة قبل أن تخاطر بحياة عناصرها في معارك يعلم حجم خسائرها الكبير منهم في حال واجه رجال الجنوب الأشاوس.

ولعل ما يجري في شبوة من مؤامرة على المحافظة التي تحررت من العدوان الحوثي بسواعد أبناء الجنوب، ثم تخلصت من تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين بدعم وإسناد مباشر من القوات المسلحة الإماراتية، خير دليل على خيانة الشرعية الإخوانية وارتماء قياداتها في أحضان العدو الإيراني وأداته في المنطقة "مليشيا الحوثي".

وصل الأمر بالشرعية الإخوانية لأن تجعل من أمن شبوة أداة في يدها تحاول أن تضغط بها على الجنوب لكي تحقق مكاسب ومصالح خاصة بها.

وترفض الشرعية الإخوانية فك الارتباط، وهو المطلب الأساسي لأهل الجنوب. يفكر قيادات الشرعية ليل نهار: كيف سيكون مصيرهم إذا تحقق فك الارتباط في الوقت الراهن، وهم مطرودون من اليمن، ومطاردون من مليشيا الحوثي الإرهابية، بالإضافة إلى أنهم عاجزون عن مواجهة الحوثي ومليشياته المدعومة من النظام الإيراني، الذي يستخدمهم أداة للضغط على المجتمع الدولي.

وتدرك الشرعية الإخوانية حقيقة مهمة مفادها أن نهاية الحرب بلا شك ستضع حدا لسلطتهم في الجنوب، وقد يكون ذلك الحد هو نهاية وجودهم في الجنوب إلى الأبد.

وهذا يؤرقهم ويدفعهم لوضع أيديهم في يد عدوهم الحوثي، حيث تتصالح المصالح، وتتفق على ضرورة استمرار الحرب لجني المزيد من المكاسب، فهما بالأخير جميعهم قوى يمنية احتلالية مهما اختلفت أسماؤهم وتعددت أحزابهم، فهم يشتركون في الهدف الوحيد وهو القضاء  على أمل فك الارتباط لدى شعب الجنوب، ولكنهم واهمون، فأهل الجنوب لن يتخلوا للحظة عن مطلبهم المشروع في استعادة دولتهم كاملة السيادة من الاحتلال اليمني البغيض.