مرحلة الحصاد: العالم مهيأ لسماع صوت الجنوب
رأي المشهد العربي
على غير ما اعتاده الشعبان الجنوبي واليمني من مئات العراقيل اليومية، تضعها مليشيات الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، بالتنسيق مع حليفتها مليشيات الشرعية الإخوانية الإرهابية؛ لتعطيل الجهود الدولية الرامية لتحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة؛ لم يُخلف المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس عيدروس الزُبيدي موعده أبدًا مع شعبه الجنوبي الأبيّ، والقوى المحبة للسلام في العالم، ولم يبدّل مواقفه تبعا لتغير الأهواء، أو تلوّن المصالح وتعددها.
لم يتفاجأ المجلس الانتقالي الجنوبي بتأكيد المبعوث الأممي الجديد هانز جروندبرج ضرورة أن يكون لصوت الجنوب دور في عملية السلام.
والسبب في عدم التفاجؤ أن هذا أحد أبرز مطالب المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه عام 2017م، ليحمل أمانة الدفاع عن حقوق شعب الجنوب خاصة حقه في تقرير مصيره، واستعادة دولته المستقلة كاملة السيادة.
ما أعلنه المبعوث الأممي الجديد في أول إحاطة له أمام مجلس الأمن يعدّ نجاحا كبيرا لدبلوماسية المجلس الانتقالي الجنوبي التي تتميز بالهدوء، وتستند إلى الحقائق، وتسعى إلى تأسيس علاقات جوار قوية صادقة بين الدول، تحترم الحقوق وترعى الواجبات.
لم يدخر المجلس الانتقالي جهدًا على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية دون وضع قضية الجنوب على سُلم الأولويات، وتأكيد حقيقة أنه لا غنى أبدا عن تمثيل الجنوب في العملية السياسية إذا أردنا إرساء سلام حقيقي، فلا سلام بغير مشاركة الجنوب.
نجحت دبلوماسية المجلس الانتقالي الجنوبي في إقناع القوى المحبة للسلام، يتقدمها الأمم المتحدة ومجلس الأمن بأن مشاركة الجنوب في أي جهود لتحقيق السلام لا ينبغي أن تكون كلاما مناسباتيا أو تعبيرًا عاطفيا، وإنما مشاركة حقيقية جادة تدعمها إرادة أممية قوية لضمان سلام واستقرار دائمين، وهو ما ظهر في عزم المبعوث الأممي الجديد، وسعيه في سبيل إرساء السلام.
ما أعلنه المبعوث الأممي الجديد أعظم دليل على أن العالم أصبح مهيأ تماما لسماع صوت الجنوب، ممثلا في المجلس الانتقالي الجنوبي، ودعم قضيته العادلة في مواجهة مليشيات الإرهاب الحوثية الإخوانية التي تسعى لتنفيذ أجندات خارجية مشبوهة يدعمها مثلث الشر: إيران، وتركيا، وقطر.
المجلس الانتقالي الجنوبي بقياداته وكفاءاته وخبراته يدخل مرحلة جديدة من العمل الوطني تمثل ثمرة جهود كبيرة بذلها على مدى نحو خمس سنوات، وصل فيها الليل بالنهار على جميع الأصعدة؛ لتأكيد عدالة قضية الجنوب، ومخاطر السياسات الإرهابية الإجرامية التي تتبعها مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، وحليفتها مليشيا الإخوان الإرهابية، المدعومة من تركيا وقطر.
لن يسمح العالم بعد هذا الاعتراف الأممي إلا بمشاركة حقيقية للمجلس الانتقالي الجنوبي كممثل لتطلعات شعب الجنوب في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.
ولا يزال "اتفاق الرياض" الذي وقعه المجلس الانتقالي الجنوبي مع الشرعية الإخوانية برعاية المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة يشكل أساسا قويا لإطلاق عملية سلام ناجحة تقودها الأمم المتحدة، إذا توقفت الشرعية الإرهابية عن تهربها من الوفاء بالتزاماتها الواردة في الاتفاق، وانتهت عن وضع العقبات والعراقيل أمام تنفيذه، بالإَضافة إلى تشكيل وفد تفاوضي مشترك من الانتقالي والشرعية لإقرار الوضع النهائي الذي ينتهي حتما لحل الأزمات.