من شبوة إلى حضرموت.. الغضب الشعبي يلاحق الشرعية بالجنوب
تواجه الشرعية الإخوانية في الجنوب غضبًا شعبيًا متصاعداً في المحافظات الواقعة تحت سيطرة سلطتها الغاشمة بالجنوب، وذلك احتجاجاً على فسادها وممارساتها الاحتلالية والانتهاكات التي ترتكبها بحق المواطنين الأبرياء، وهو ما يجعلها باستمرار خاضعة لضغوطات أبناء الجنوب الذين يلاحقوها بالاحتجاجات والمسيرات والاعتصامات في شبوة وحضرموت.
تشكل الاحتجاجات الجنوبية ضد الشرعية دليلاً دامغًا على أنه لا استسلام لجرائمها حتى وإن كان هناك أزمات معيشية واقتصادية طاحنة يمر بها أبناء هذه المحافظات، وتعد إشارة مهمة على أن انتهاكات الشرعية حتى وإن طالت فإن مصيرها إلى الزوال لأن هناك إيمان راسخ بالقضية الجنوبية يتوارثها أجيال بعد أجيال.
وتدرك الشرعية أن هناك مجلس انتقالي جنوبي لديه القدرة على مقاومة جرائمها ويتسلح بشعبية جارفة في المحافظات الجنوبية تجعل دعواته المتعددة للاحتجاج ذات أثر ملموس على الأرض بفعل استجابة أبناء الجنوب لها، وهو ما يجعل هناك قدرة على ممارسة ضغوطات قوية على الشرعية الإخوانية في محافظات عديدة بتوقيتات واحدة أو بشكل متتالي، وهو ما يجعلها تجد صعوبات عديدة في التعامل مع اتساع رقعة الغضب.
يرى مراقبون أن الحفاظ على الحالة الثورية في شوارع وميادين شبوة وحضرموت يبعث برسائل مهمة للداخل والخارج مفادها أن هناك إصرار جنوبي على التخلص من إرهاب قوى الشمال المحتلة، ولعل ذلك ما ساهم في اعتراف المبعوث الأممي هانز جروندبرج خلال إحاطته الأولى أمام مجلس الأمن بضرورة حضور القضية الجنوبية في أي محاولات نحو التوصل للسلام في المستقبل.
ونظم المئات من المواطنين اليوم الاثنين وقفة احتجاجية، دعا إليها المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت، أمام ديوان المحافظة، على غياب الخدمات وسياسة التجويع والإفقار والحصار، ونددوا بفساد الشرعية الإخوانية، وسطوها على ثروات الجنوب، واستنزاف مقدراته ومؤامراتها لإذلال شعبه، وإحباط مساره النضالي، وتكريسها للأزمات في الجنوب.
وقالت الهيئة التنفيذية للمجلس في حضرموت، في بيان ختامي للوقفة، إن الوضع الكارثي العام الذي نعيشه في شتى مجالات الحياة تجاوز بيانات الاستنكار والشجب، واستنكرت فرض الشرعية الإخوانية واقعا مأساويا على شعب الجنوب، بينما تنعم قياداتها بحياة البذخ والنعيم في الفنادق، مؤكدة أنها تسعى إلى تركيع المواطنين، واستجداء حقوقهم المنهوبة.
وكشفت عن نفاد صبر شعب الجنوب أمام تعذيبه بالحرمان من الخدمات الضرورية كالكهرباء والغاز والمشتقات النفطية، بخلاف الغلاء المعيشي الفاحش.
وكذلك اتسعت رقعة الاحتجاجات الجماهيرية الغاضبة في مدينة المكلا بساحل حضرموت، مع ارتفاع المعاناة الشعبية من انعدام الخدمات، حيث أغلق المتظاهرون، أمس الأحد، مداخل ومخارج شوارع المدينة، وقطعوا الطريق الدولي، وسط خروج تظاهرات مسائية في شوارع المكلا وصلت إلى جولة الدلة وسكة يعقوب.
وتشهد المكلا غليانًا شعبيًا جراء غياب الخدمات وتردي الظروف المعيشية، وتدهور الواقع الإنساني، تحت وطأة الحصار الاقتصادي لمليشيات الشرعية الإخوانية، وتعديها على أبسط حقوق المواطنين في عموم أنحاء الجنوب.
وفي المحافظة ذاتها احتشد المئات من طلاب مدارس مدينة المكلا أمس الأحد، للتنديد بتدهور أوضاع الخدمات، واستنكروا تدهور الظروف المعيشية، تحت وطأة انعدام الكهرباء، وضعف المرافق وتجاهل السلطات المحلية للمعاناة المتفاقمة للمواطنين، وطالبوا بتحسين شبكة التيار الكهربائي وإنهاء الأزمة في أسرع وقت.
ما حدث في حضرموت تكرر الأسبوع الماضي في شبوة، وكذلك فإنه قابل للتكرار بعد غداً الأربعاء مجدداً، إذ حثت الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمديرية عسيلان في محافظة شبوة، على حشد الجماهير للمشاركة في التظاهرات المقررة الأربعاء لفضح فساد الشرعية الإخوانية، وإجرام مليشياتها ورفضًا لوجودها.
وكذلك استقرت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي، بمديرية الصعيد في محافظة شبوة، أثناء انعقادها، أمس الأحد، على اللجان التحضيرية لتظاهرات الأربعاء المقبل الموافق 15 سبتمبر، ضد فساد الشرعية الإخوانية ومليشياتها، واتفقت اللجان التنظيمية والجماهيرية والإعلامية على الحشد للتظاهرة السلمية في منطقة المصينعة بمركز سرع.
ودعت القيادة المحلية للمجلس أبناء مديرية الصعيد إلى الاحتشاد والمشاركة الواسعة في التظاهرات للتنديد بالممارسات التعسفية لسلطات الإخوان في المحافظة، والمطالبة بعودة قوات النخبة الشبوانية.