في ذكرى تأسيسه.. الإصلاح يلفظ أنفاسه الأخيرة
يحاول حزب الإصلاح في ذكرى تأسيسه أن يداري هزائمه ونكساته التي تلقها مؤخراً، وبدا أن الخطابات والبيانات الصادرة عن الحزب تحاول نقل صورة مغايرة عن الحزب الذي تفكك وأضحى تسيطر عليه المليشيات الإرهابية بعد أن تعددت العناصر المسلحة التي تنتشر في مناطق عديدة وتحمل لوائه، في الوقت الذي خسر فيه سيطرته الكاملة على الحكومة بعد أن وقَع مرغمًا على اتفاق الرياض الذي أفرز عن تشكيل حكومة مناصفة مع المجلس الانتقالي الجنوبي.
يواجه حزب الإصلاح وهو ذراع تنظيم الإخوان الإرهابي في اليمن عدة مشكلات تهدد وجوده على رأسها خسارة نفوذه في محافظات الشمال بعد أن أضحت المليشيات الحوثية الإرهابية مسيطرة على غالبية معاقله التي سلمها بأوامر إقليمية من قوى معادية تسيطر على سلطة اتخاذ القرار داخله، كما أنه لم يستطع أن يرسخ أقدامه في الجنوب وتلقى هزائم عديدة من القوات المسلحة الجنوبية على مدار السنوات الماضية.
فشلت جميع الخطط السياسية للإصلاح على مدار السنوات الماضية، إذ أن سيطرته على قوات الجيش اليمني وتحويل اسمه إلى "الجيش الوطني" لم تتحول إلى مكاسب سياسية على الأرض، وانتهت هيمنته بتحويل قواته إلى مليشيات ومرتزقة يجب صعوبة في السيطرة عليها بالرغم من أنه عمد على تعيين كافة أتباعه في مناصب عسكرية لضمان ولائهم.
لكون هؤلاء الذين أتي بهم الحزب من مناصب مدنية ومؤسسات تعليمية تحولوا إلى عناصر إرهابية ترتكب الانتهاكات بحق المواطنين وتدخل في صراعات مسلحة فيما بينها ووجد هؤلاء أنفسهم من دون أي مهارات أو خبرات تمكنهم من تحقيق نجاحات عسكرية يكون لها انعكاسات سياسية على واقع الحزب،
وكذلك فإن الحزب لم يحقق من وراء تقاربه مع المليشيات الحوثية ما كان يصبو إليه، لأن العناصر المدعومة من إيران وجدته لقمة سائغة تستطيع أن تتحكم فيها من دون أن تكون مضطرة لتقديم تنازلات، وهو ما حوله إلى تابع لا يستطيع أن يتحرك يمينا ًأو يساراً في أي من القضايا إلا برضاء الحوثيين أو القوى الإقليمية المتحكمة في قراره، وهو ما ظهر واضحًا في مأرب التي أقدم الحزب على تسليم غالبية مواقعها للمليشيات الحوثية من دون أن يحصل على مكاسب موازية مقابل ما أقدم عليه.
وكذلك فإن حزب الإصلاح فشل في خداع التحالف العربي الذي أدرك مبكراً خيانته وتعامل مع ألاعيبه وهو ما جعله يرى نفسه منبوذاً وغير مرحب به، وفي المقابل فإنه لا يستطيع الانتقال بشكل مباشر وعلني إلى معسكر المليشيات الحوثية لأنه في تلك الحالة سيكون قد خالف كافة الشعارات الكاذبة التي رفعها طيلة السنوات الماضية، وتشكل هذه الخطوة بالنسبة للحزب الإخواني نهاية أبدية لوجوده في اليمن.
المخطط الأكبر لحزب الإصلاح يتمثل في سيطرته على الجنوب وتقسيم الجبهات بينه والمليشيات الحوثية الإرهابية لكن هذا المخطط تحطم أيضًا على صخرة القوات المسلحة الجنوبية التي استطاعت أن تحجم من إجرام مليشياته وطردت المجاميع الإرهابية التابعة للحزب من العاصمة عدن.
بل أن المجلس الانتقالي الجنوبي حقق نجاحات سياسية وعسكرية عديدة على الحزب الذي ارتمى في أحضان العناصر المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من دون أن يكون لذلك تأثير يذكر على الأرض.
يمكن القول بأن كل هذه الهزائم والانتكاسات بمثابة أنفاس أخيرة يلفظها الحزب الإخواني بعد أن استنفذ كافة محاولاته لتحقيق مكاسب سياسية تجعله قادراً على أن يفرض من خلالها شروطه في أي مفاوضات سلام مقبلة، وهو ما يفسر محاولاته المستميتة نحو إفشال جهود السلام ورغبته الحثيثة في إطالة أمد الصراع.
أطلق مغردون جنوبيون، خلال الساعات الماضية، هاشتاج إرهاب الإصلاح باليمن، في ذكرى تأسيس حزب الإصلاح الإخواني، لفضح تاريخه الدموي ومسؤوليته عن احتلال الجنوب، ونزيف دماء أبنائه منذ العام 1994.
وأشاروا إلى مؤامرات الحزب الإخواني على قضية الجنوب، ومستقبل شعبه، وإدامة الاحتلال اليمني، والتواطؤ مع مليشيا الحوثي الإرهابية عبر قياداته في الشرعية الإخوانية لإطالة الحرب، واتهموا الذراع السياسية لتنظيم الإخوان الإرهابي، بالوقوف خلف المؤامرات الغادرة للنيل من التحالف العربي، وتسليم المعسكرات بعتاد التحالف إلى الحوثيين المدعومين من إيران.
وأوضحوا أن الحزب يعمل على فرض الوحدة مع الجنوب بالإرهاب، والدماء، من أجل الإبقاء على ثروات الجنوب تحت هيمنته وتصرفه، كما هو الحال على مدار العقود الماضية، مؤكدين أن التنظيمات الإرهابية على غرار القاعدة وداعش خرجت من تحت عبائته.