شعلة الاستقلال لا تنطفئ في الجنوب

الثلاثاء 14 سبتمبر 2021 18:01:00
شعلة الاستقلال لا تنطفئ في الجنوب

رأي المشهد العربي

لا يمر يوم من دون أن يكون هناك تحرك جنوبي على مستويات سياسية ودبلوماسية وشعبية مختلفة، ويضع المجلس الانتقالي الجنوبي بهذه التحركات حجرًا تلو الآخر في جدار دولة الجنوب التي تشكل هدفًا أساسيًا لكافة أبنائه، وهو ما يجعل شعلة الاستقلال مشتعلة باستمرار، ولا تستطيع القوى اليمنية المحتلة أن تطفئها.

يبذل المجلس الانتقالي الجنوبي جهودا حثيثة لاستعادة الدولة انعكست على النجاحات التي حققها سواء على المستوى السياسي من خلال الاعتراف به ممثلا عن قضية الجنوب العادلة وتمثيله في حكومة المناصفة، أو على المستوى الدبلوماسي عبر إقناع أطراف دولية عديدة بأن قضية الجنوب تشكل مدخلا رئيسيًا نحو السلام وتجسد ذلك في الإحاطة الأولى للمبعوث الأممي الجديد أمام مجلس الأمن.

حقق المجلس الانتقالي نجاحات كذلك على المستوى الشعبي بعد أن عزز ثقة أبناء الجنوب في قدرته على حمل لواء قضيتهم أمام المحافل الدولية، إلى جانب ثقتهم في قدراته السياسية والعسكرية التي قادت لتحقيق انتصارات مهمة في جبهات مختلفة، وبالتالي فإنهم لا يترددون في تلبية ندائه في أي مظاهرات أو احتجاجات ينظمها ضد ممارسات الشرعية الإخوانية، بل إن الزخم الشعبي كان أحد الأسباب التي دفعت الشرعية مرغمة للتوقيع على اتفاق الرياض بفعل المليونيات التي خرجت في العام 2019 في بعض محافظات الجنوب.

يمضي المجلس الانتقالي وأبناء الجنوب كتفا بكتف في مواجهة ممارسات الشرعية، وتعبر الاحتجاجات التي انطلقت في حضرموت وشبوة عن أن شعلة الاستقلال في أشد توهجها، وأن قضية الجنوب والتعامل مع الانتهاكات التي ترتكبها القوى المحتلة ستظل حاضرة في أذهان المواطنين، وأن الشعارات التي ترفعها المسيرات الاحتجاجية تذكر أبناء الجنوب وقوى الاحتلال أنها ستتحقق على أرض الواقع لا محالة.

يعبر توالي الاحتجاجات والاعتصامات عن أن البيئة ممهدة في الجنوب لانطلاق انتفاضات شعبية وثورات حاشدة تقتلع الإرهاب اليمني من جذوره وتؤسس لدولة جنوبية تقوم على الأسس الديمقراطية الحديثة التي يؤمن بها أبناء الجنوب، وفي الوقت نفسه بأن هذا الحراك الشعبي والسياسي يضع الشرعية وإخوانها تحت ضغوطات مستمرة، وتجد نفسها غير قادرة على التعامل مع طوفان الغضب الشعبي الذي تتسع رقعته يومًا تلو الآخر، ويشتعل في منطقة قبل أن يهدأ في أخرى.

يبعث الجنوب رسائل مهمة وراء أساليب الاحتجاج المتصاعدة مفادها أن هناك أوراقا عديدة من الممكن استخدامها في التوقيت المناسب لتحقيق الاستقلال المنشود، إلى جانب التأكيد على التناغم بين جميع أبناء الجنوب بشأن هذا الهدف حتى وإن حاولت الشرعية شراء ذمم حفنة من السياسيين والنخب الذين لم يعد لديهم تأثير على الأرض.

يدعم المجلس الانتقالي الجنوبي الحراك بجهود سياسية فاعلة تستهدف مضاعفة الضغط على قوى الاحتلال الغاشمة ويضعها أمام مسؤولياتها ويثبت بالدليل والبرهان جرائمها التي تؤدي لتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ويقدم ما يثبت جديته في التوصل إلى أي حلول من شأنها إنهاء حالة الحرب والتعامل مع إرهاب المليشيات الحوثية تمهيدا لتحقيق هدفه الأسمى.

تبقى جميع المسارات متناغمة مع بعضها البعض، ولا يمكن الفصل بين التحركات السياسية والدبلوماسية والشعبية لتؤدي في النهاية إلى انتصار سيتحقق لا محالة لأن هناك إيمان ورؤية ثاقبة وعزيمة قادرة على دحر الأعداء.